جنيف: كلمة رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين في ندوة الإعلام اليمني تحت القصف
الاتحاد / خاص
الــسـادة الـحـضـور جـمـيـعـاً الـمحـترمــون
الـسـلام عـليـكـم ورحـمـة اللـه وبـركــاته
تمر بلادنا اليمن بمحنة عصيبة جراء استمرار الحرب والحصار وتوالي الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي،في انتهاكات سافرة استهدفت مختلف الحقوق الإنسانية المتعارف عليها دولياً، وفي المقدمة منها حق الحياة، وحرية الرأي والتعبير.
وإذ نشكر ونقدر لمجلس حقوق الإنسان هذه الالتفاتة بخصوص الأوضاع المأساوية في اليمن، يشرفني باسم اتحاد الإعلاميين اليمنيين الذي يضم أكثر من خمسين مؤسسة إعلامية يمنية وما يزيد عن خمسمائة عضوا حتى الآن، أن أضعكم في صورة ما يتعرض له الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية الوطنية، التي تعمل من داخل اليمن، تحت وطأة الحصار والقصف الجوي، الذي لم يرعوي عن استهداف الإعلاميين والآلاف من المدنيين وخاصة النساء والأطفال.
وكان بودي أن أكون حاضرا بينكم، لولا أن العدوان السعودي على بلادنا يفرض قيودا على السفر، فهو لا يسمح للطيران المدني من الهبوط في مطار صنعاء، وعندما يسمح ، فإنه يفرض على اليمنيين إجراءات تفتيش إضافية عبر مطار بيشه السعودي، في إنتهاك مضاف لسيادة اليمن، ولكرامة اليمنيين، ولحق السفر بشكل عام.
لقد رصد إتحاد الإعلاميين اليمنيين ولا يزال، العشرات من الانتهاكات التي طالت الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية اليمنية بفعل الضربات الجوية لتحالف العدوان، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة ما يقارب 30 إعلاميا، غالبيتهم من المصورين الذين يعملون في توثيق جرائم التحالف، بمختلف الجبهات.
وبشيء من التفصيل، يؤكد الاتحاد أن الغارات الجوية للتحالف السعودي أدت إلى مقتل ثلاثة من المصورين بقناة المسيرة الفضائية،وهم بلال شرف الدين، هاشم محمد الحمران، وعبدالله أحمد الأمير، واثنان من الإعلاميين بقناة اليمن الرسمية، وهما المخرج منير الحكيمي، وزوجته المذيعة سعاد حجيرة، حيث استهدفت غارة عدوانية منزلهما بالعاصمة صنعاء أفضت إلى مقتلهما وأطفالهما الثلاثة.
وجراء إلقاء قنبلة محرمة دوليا على جبل عطان بالعاصمة صنعاء، استشهد أربعة من العاملين بقناة اليمن اليوم، بينهم المذيع محمد راجح شمسان، وأدت آثار القصف إلى تدمير مبنى القناة وتوقف البث حينها.
وقتل الصحفي مقداد مجلي في غارة جوية استهدفت حمام جارف جنوب صنعاء، وكان مع زملاء له قد نزلوا إلى المنطقة لتوثيق آثار جريمة سابقة ارتكبها التحالف بحق المدنيين في نفس المكان.
أما ضحايا الإعلام الحربي، فقد زادوا عن عشرين قتيلا، أراد العدوان تغييب شهادتهم عن حقيقة الانتهاكات التي يرتكبها في اليمن.
وبالإضافة إلى الشهداء والجرحى، فإن الضربات والغارات العدوانية استهدفت عددا من مباني المؤسسات الإعلامية، وألحقت بها أضرارا بالغة. ومن هذه المباني مكتب قناة المسيرة بمحافظة صعدة، ومكتب قناتي اليمن وسبأ بالعاصمة صنعاء، ومبنى إذاعة الحديدة، ومبنى إذاعة حجة، ومبنى موقع مأرب نيوز الإخباري، بالإضافة إلى منزل الصحفي حسن شرف الدين.
ولم تتوقف انتهاكات التحالف عند حد معين، فقد أقدمت مع اللحظات الأولى لانطلاق ما يسمى بعاصفة الحزم في 26 مارس 2015، على إيقاف بث القنوات اليمنية الرسمية والأهلية ( اليمن، سبأ، عدن، الإيمان، المسيرة، اليمن اليوم، الساحات) وأوعزت لما يسمى بالشرعية باستنساخ قناتي اليمن والمسيرة، وكذلك فعلت مع موقع وكالة سبأ الرسمي. وحتى عندما تمكنت المؤسسات الإعلامية الوطنية من تجاوز الحظر، فإن التحالف ظل يلاحق هذه القنوات بالحجب والتشويش بين الفينة والأخرى، كما عمدت إدارة اليوتيوب إلى حظر قناة المسيرة أكثر من مرة.
أضف إلى ذلك، فإن الإعلاميين اليمنيين عملوا وما زالوا يعملون تحت ظروف وتهديدات خطرة، خاصة أن المتحدث باسم التحالف اللواء العسيري أعلن بكل صفاقة أن المؤسسات الإعلامية التابعة لتحالف الحوثي صالح- حسب تسميته-، هي أهداف عسكرية مشروعة، كما إن إعلان محافظة صعدة منطقة عسكرية قد جعل الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية فيها يعملون تحت خطر القصف اليومي.
ثم إن الحصار الشامل والغير مشروع، قد أفضى إلى أزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى توقف الكثير من المؤسسات الإعلامية، وفقدان المئات من الصحفيين لوظائفهم وأعمالهم ومصدر دخلهم، ومعيشتهم.
وتعدت انتهاكات التحالف السعودي لتشمل بعض القنوات العربية المتعاطفة مع الشعب اليمني، كقناتي الميادين والمنار، وقد أكد رئيس مجلس إدارة قناة الميادين غسان بن جدو في مؤتمر صحفي بتاريخ 6 نوفمبر 2015، معلقا على إيقاف بث القناة على القمر الاصطناعي عربسات أن عدة جهات – لم يسمها- طلبت من القناة عدم التعاطي مع الملف اليمني من زاوية إنسانية، وعدم الحديث عن استهداف المدنيين.
وبهدف كسر إرادة اليمنيين وإعادتهم إلى بيت الطاعة، استنفر التحالف السعودي كل الإمكانات، وشن حرباً إعلامية تضليلية ضمن خطة ممنهجة، اتكأت إلى تنويعات غير مسبوقة من الدجل وخلط الأوراق، تولى تنفيذها ترسانة ضخمة من الوسائل الإعلامية العربية أو الناطقة بالعربية، ما أدى في المجمل إلى التعتيم على جرائم التحالف في اليمن.
وعندما تحركت بعض المنظمات وأصدرت تقاريراً متوازنة عن الحالة الإنسانية في اليمن، انتظر الشارع اليمني موقفا إيجابيا لمجلس حقوق الإنسان بشأن التحقيق في جرائم الحرب باليمن، إلا أن الضغوط السعودية حالت دون ذلك، وهي نفس الضغوط التي تعرض لها واعترف بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشأنالقائمة السوداء حول قتلة الأطفال في اليمن.
وعليه اسمحوا لي في ختام هذه الكلمة أن أناشد فيكم الضمير الإنساني، وأدعو مجلس حقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الجرائم التي طالت الإعلام والإعلاميين في اليمن، حتى لا تقيد مأساة اليمنيين ضد مجهول، ولكي يعرف مجرمو الحرب أين كانوا ومن كانوا أن يد العدالة لهم بالمرصاد..
وفقكم الله ..وكلل أعمالكم بالنجاح..ولكم مني وافر الشكر والتقدير ..
عبدالله علي صبري
رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين
21-9-2016