لماذا نحيي ذكرى استشهاد الإمام علي؟!
وفـــــاء الكبســـي كتبت:
تساؤل ٌلطالما نسمعه من الكثير لماذا تحيون ذكرى استشهاده؟!
استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه فاجعة عظيمة ومأساة أليمة وذكرى حزينة ليست على فئة معينة بل على الأمة بأكملها، ففقد وغياب الإمام علي هو شقاء على هذه الأمة والدليل على هذا سقوط الشهيد تلو الشهيد حتى يومنا، وخاصة أعلام الدين، الصادقين, يسقطون واحدا ًتلو الآخر داخل هذه الأمة، بدء بالإمام على ثم الحسن والحسين والإمام زيد عليهم السلام ومن بعدهم الكثير والكثير…
كيف لا نحزن ورسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال عنه : يقتل الإمام على يد” أشقى أشقياء هذه الأمة”
فمثل عبد الرحمن بن ملجم قاتل الأمام علي كمثل عاقر ناقة ثمود الذي جلب لهم العذاب الشديد.
أما أشقى الأشقياء “عبد الرحمن بن ملجم” فقد جلب الشقاء لهذه الأمة منذ ذاك الزمان حتى يومنا هذا..
نحن نحيي ذكرى استشهاده عليه السلام لنأخذ العبر والدروس فلابد من استقراء الأحداث، ولابد من معرفة لماذا استشهد الإمام علي -قرين القرآن- على هذا النحو في محرابه، وفي شهر رمضان وبالذات في ليلة القدر بسيف محسوب على المسلمين محسوب على هذه الأمة وبمؤامرة من شخص حَكم َفيما بعد هذه الأمة !
أي انحراف هذا ؟!
إنه انحراف أدى إلى أن فئة ضالة ظالمة كاذبة تحكمنا حتى يومنا هذا !!
وما العدوان على اليمن إلا خير دليل على هذا الظلم والجبروت.
هم أرادوا قتل الإمام علي فينا فنحن أنصاره كما نحن أنصار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم..
هم لم يقدروا عليه وهو محاربا ًمجاهدا ًمقداما ًكرارا ًأسد الله في الوغى، فغدروه وهو ساجدا ًفي محرابه.
لم يعاني الإمام علي من اليهود والمشركين كما عانى من منافقي الإسلام المحسوبين على المسلمين..
كيف لانحزن على من قال عنه رسول الله : “علي ٌمع الحق، والحق مع علي”
وقال : “علي ٌمع القران، والقرآن مع علي” فالإمام علي كان الحق كله والإسلام بأكمله الذي برز للشرك والظلم والكفر كله..
وقال عنه: “لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق”
وقال عنه: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”
وقال عنه: “من كنت ُمولاه فهذا علي ٌمولاه اللهم وال ِمن والاه وعاد ِمن عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.
فلو أن الشجر أقلام والبحر مداد والجن والأنس كتاب ما أحصوا فضائل الإمام علي كرم الله وجهه.
يكفية عظمة ولادته في جوف الكعبة تلك الولادة المباركة التي أسعدت من في السماء والأرض بولادة سيد الوصيين..
فلحظة ولادته هي معجزة ًإلهية أذهلت العقول وحيرت العالم بأسره..
ناهيكم على أنه تربى في حجر رسول الله ويالها من تربية ربانية إيمانية في بيت النبوة فهو أعظم تلميذ لأعظم معلم..
علي -كرم الله وجهه- ذلك الأنسان العظيم التي تجلت معاني الإنسانية العظيمة فيه وأهل بيته فمن أراد أن يكون إنسانا ًفلن يجد سبيلا ًخيرا ًمن سبيل الأمام علي وزوجته فاطمة الزهراء وبنيها… الذين أصبحوا مثال للإنسان الكامل بشهادة سورة (الإنسان) التي نزلت فيهم..
سنظل مع علي أينما كان، نظل مع منهجيته الإمام حتى وإن كان قد أُقصيَ،
لقد أسر أولياؤه مناقبه خوفا ً، وكتمها أعداؤه حقدا ًومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين..
الإمام علي -كرم الله وجهه- نِعم القدوة والمثل وما أحوجنا له وخصوصا ًفي مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا اليمن من هذا العدوان الوحشي الغاشم فليكن قدوتنا ومثلنا في حياتنا وجهادنا..
سنحيي هذا اليوم الأليم والمبارك في نفس الوقت فهو مبارك لأنه يوم ارتقاء الإمام علي شهيدا ًوهي خاتمة تليق بعظمته ومقامه وجهاده وسيفه
فالسلام على من ولد في بيت الله
وارتقى شهيدا ًفي بيت الله
أعزيكم وأعزي الأمة الإسلامية بل والإنسانية باستشهاد ثاني أعظم شخصية إنسانية، أمير المؤمنين إمام المتقين ، قائد الغُرِّ المُحَجَّلِين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.