إن التمديدَ للرئيس الصماد ولبوزة لفترتين هو تعبيرٌ عن إدْرَاك واعٍ من تحالف أَنْصَــار الله والمؤتمر وحلفائهما بأهميّة الدور الاستثنائي الذي لعبه ويلعبُه الرئيسُ الصمّاد في ضمان ليس استمرار الوحدة الوطنية، بل وأيضاً في تعزيزها؛ لِأنّ الصمّاد نجح بدرجة مذهلة في تجسيد الشخصية التوافقية التي مهما اختلفت القوى السياسية إلّا أنها تتفقُ على محورية دوره الكبير في إنجاح تجربة العمل الجماعي وقيادة المجلس السياسي بكفاءة مشهودة، رغم التحدّيات الكبيرة التي واجهها المجلس السياسي والحكومة؛ نتيجة للتناقضات الطبيعية ليس بين المكونات السياسية التي شكلت المجلس السياسي، وانما داخل كُلّ مكون منفرداً.
ورغم كُلّ ذلك إلّا أن شخصيةَ الصماد المقنعة تمكنت من احتواء التناقضات وإبطال مفاعيلها السلبية ونتائجها الكارثية وحافظت على وَحدة المجلس ووحدة التحالف رغم كُلّ العواصف.
ومع ما تعرض له الصماد من الاستهداف ومحاولة إضعافه في مكونه وذلك من خلال الضغط عليه لتقديم تنازلات لصالح (المؤتمر) على حساب أَنْصَــار الله أَوْ إصابة عمل المجلس والحكومة بالشلل وذلك بعرقلة أي قرار مهما كانت أهميته وضرورته في مواجهة الفساد والحد منه أَوْ أي إصلاح إداري يعزز تحسين إيرادات الدولة، إلّا أن ما يمتلكه الصماد من مقومات شخصية وقدرات قيادية يستمدها من ثقافته القرآنية الواسعة وإيْمَانه بأولوية مواجهة العدوان وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية والقوى الوطنية مكّنته من امتصاص كُلّ تلك التناقضات وعزّزت من حضوره المقنع كشخصية توافقية صادقة وجادة وملتزمة بالهدف الذي يعلن الجميع التزامَهم به.
ولهذا أعتقد بأن على القوى السياسية الوطنية الرافضة للعدوان والحريصة على استقلال قرارنا السياسي الوطني وعلى استعادة الدولة اليمنية محلياً وإقْليْمياً ودولياً وتحرير الأرض والإنْسَــان اليمني من الاحتلال، عليها التعاون الإيجابي مع الصماد والمجلس السياسي والحكومة؛
لِأنّ الصماد أثبت أنه الخيار الوحيد المتاح والممكن، وإذا لم تتمكن بعضُ الشخصيات من التعاون الإيجابي مع الصماد فلتتوقفْ عن الإعاقة والعرقلة واختلاق المشكلات وإشعال المعارك الوهمية.
وأدعو الصمّادَ والمجلس السياسي والمكونات السياسية المشاركة في التكتل الوطني في الحكومة، لتوسيع قاعدة الشراكة بدعوة المكونات والأَحْــزَاب السياسية المتردّدة أَوْ التي تقفُ مع العدوان حتى الآن رغم أن العدوان قد كشف كُلَّ نواياه وأَهْدَافه التي تستهدفُ اليمنَ في وَحدته وحريته وتأريخه وحاضره ومستقبله وتستهدفُ كُلّ المكوّنات والقوى اليمنية حتى العميلة.
وعلى قيادات الأَحْــزَاب السياسية التحرر من مواقعها الحالية ومن ماضي علاقاتها وتُعيدُ النظرَ في مواقفها ما دامتِ الفرصةُ متاحة.