كتب / عبدالله علي صبري
– كتبت ذات مرة أن “الصرخة” لن يكون لها معنى إلا إذا تحولت إلى صخرة في طريق الهيمنة والاســتكبار، وأردت بذلــك القــول أن الجانــب العمــلي يظل حجر الأســاس بالنســبة للشــعارات التــي ترفــع نظريــاً بهــدف دغدغة مشــاعر الجمهــور ..
وما أكثر النظم والجماعات التي تحســن صياغة الشــعارات البراقة وتفشل في تطبيقها على أرض الواقع .. غير أن ” الصرخــة ” في اليمن قد آتت أكلها، حينما وجد اليمنيون أنفســهم لوحدهم في مواجهة العدوان الســعودي الأمريكــي عــلى بلادنــا، فكانــت الصرخة تعبــيراً عــن الغضــب والرفــض الشــعبي للإجــرام الســعودي الأمريكي بحق شــعبنا، وكانــت الصرخة وســتبقى عنوانــاً لهذا الصمــود الشــعبي المتواصل طــوال يوميات العدوان، كما كانت الصرخة وســتبقى الحــادي الجميل لكل انتصــارات الجيــش واللجان الشــعبية، ومــع كل عملية نوعية للقــوة الصاروخية التــي حدت مــن التفوق العســكري للعــدو، وفرضت عليه حسابات جديدة لم يكن يتوقعها!
والأهم أن هــذا الصمود اليمانــي في معركة الحرية والكرامة والاستقلال، يؤكد بما لا يدع مجالا أن يمن 21 سبتمبر بات خــارج الهيمنة والوصاية الخارجيــة وأن المــشروع الصهيوأمريكــي في المنطقة يتحطم وينحسر كل يــوم على صخرة الإرادة اليمنية الفولاذية التي ما كان لها أن تكتســب هذا الزخم لولا أن فتيــة آمنوا بربهــم أطلقوا حناجرهم وســواعدهم واشــتروا آخرتهــم في ســبيل اللــه والوطــن، فغــدت الصرخــة صخرة بالفعل، ويحق لليمنين أن يفاخروا أنهــم – لوحدهــم – كانــوا في مســتوى التحدي حين قــررت الهمجية الأمريكية وأدواتها اســتئصال كرامة اليمنيين واســتباحة دمائهــم وأرضهــم وتاريخهــم وحضارتهم!!
وشتان اليوم بني تلك الصرخة الخجلى في جبال مران قبل بضع ســنوات، وبين الصرخة المدوية في مختلف الجبهات والمســيرات والمحافظات .. وشــتان اليــوم بين فئــة مســتضعفة يتخطفهــا النــاس قبل ســنوات، وبين قوة شعبية التحمت بالأرض وبالناس، فما عاد من يصرخ ” أنصارياً ” أو ” حوثياً “بل يمني، وطنــي، حر، كريــم، مســلم للــه ومؤمنــاً بالجهاد في مواجهة العــدوان، وبالصرخة في مواجهة الاســتكبار العالمي !
الله اكــبر
الموت لأمريــكا
الموت لإسرائيــل
اللعنة على (اليهود)
النصر للإسلام