د. مها القصراوي
حين حدد العرب في معاجمهم مفهوم الكرامة، قالوا: احترام المرء ذاته، شعور بالشرف والقيمة الشخصية يجعله يتأثر ويتألم إذا ما انتقص قدره.
”إنه خال من الكرامة” وقالوا: ما يستحقه الشخص من احترام واعتبار “لكل إنسان كرامته” وأمام هذا التعريف تقف متأملا في المشهد العربي الحاضر، ويتساءل المرء مشدوها أمام شاشات التلفاز، أين كرامة الانسان العربي والذباب يحوم فوق جثث الناس في مدننا العربية، لم نشهد ذُبَابًا يحوم فوق الجثث فقط، وإنما يجول على وجوه الأطفال وهم احياء وكأن الذباب اصبح جزءا من طفولتنا العربية.
ان الدم الذي يسيل في ارضنا العربية، وهو دم الأبرياء والمظلومين، ولأنه دم المظلومين فإن الذات العربية غرقت في الحزن والكآبة والمرارة لان جزءا من إنسانيتها قد انتقصت، فانتقاص الكرامة يجعل الانسان يتأثر ويتألم، لأنه فقد جزءا من تكوينه الانساني.
ان الله في كتابه العظيم القران الكريم يقول في سورة الإسراء:” ولقد كرمنا بني آدم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”
ومن يمعن في الآية القرآنية يتجلى له عظمة معنى الكرامة، فالله الخالق يعظم ويكرم الانسان، ليكون أفضل مخلوقاته، فتكون الكرامة هي جزء من إنسانيته.
امام هذا المشهد تقفز تساؤلات عدة ابرزها: ماذا فعلت الأنظمة العربية بشعوبها حتى وصلنا الى ما نحن عليه من الذل والخنوع وفقدان الكرامة
ان النظام السياسي يبني دولة ومؤسسات في الدول التي تحترم إنسانية الانسان، وأما النظام السياسي العربي بنى عروشا وقصورا وتاجر بالأرض والشعب والشجر والحجر، فمتى ننقذ كرامتنا وانسانيتنا من أيدي هؤلاء القتلة الذين أفقدونا كل شيء؟؟؟؟؟؟
وهؤلاء الملايين من الناس الذين ذهبوا للحج الى مكة وأهل اليمن جيرانهم ، ما معنى هذا الحج والطيران السعودي يقصف ويدمر اهل اليمن وخطيب الحرم يدعو للملك وابنه، أي مسلمين هؤلاء؟
كاتبة فلسطينية