ليس هناك أدنى شك بأن موظفي أجهزة الدولة في بلادنا، وموظفي السلك التربوي والتعليمي جزء لا يتجزأ منهم، أصبحوا وأسرهم التي يعولونها يقاسون الأمرّين ويعيشون واقعاً مأساوياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، جراء انقطاع صرف رواتبهم الشهرية لما يقارب العام، فقد بلغت بهم المعاناة حداً لا يمكن لبيان أممي أو قلق دولي، أو خطر تدق ناقوسه أي من منظمات حقوق الإنسان الدولية الابتزازية واللا إنسانية أصلاً، وصفه أو تصويره للعالم كما هو انطلاقاً مشحد الأدنى من متطلبات الأسرة المعيشية الأساسية واكرر هنا ” الأساسية” من مأكل ومشرب، خلال عام مضى على انقطاع الراتب الشهري لمعيلها الموظف الحكومي المغلوب على أمره، حتى أصبح أفراد أسرة هذا الموظف أو ذاك من موظفي أجهزة الدولة اليمنية المختلفة الواقعين تحت نيران القصف والحصار السعوصهيوامريكي، لم يعدوا يجدون في البيت حالياً ما يضمن لهم الحصول على الثلاث الوجبات الاعتيادية التي كانوا يتناولونها في اليوم والليلة كغيرهم من بني البشر قبل أن يأتي تحالف الشر والعدوان اللعين بقيادة مملكة الإرهاب السعودية الداعشية فيسلبهم ذلك ويخوض ضدهم وأبناء جلدتهم اليمنيين ككل حرباً ظالمة ويفرض عليهم حصاراً جائراً ويمارس بحقهم وبحق أبناء الشعب اليمني المسلم المسالم حرباً اقتصادية ممنهجة، توُّجها بقرار عميله عبدربه منصور هادي، القاضي بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، والذي بموجبه تمت مصادرة ونهب رواتب موظفي الدولة اليمنية مدنيين وعسكريين وتسخير الجزء الأكبر منه لتمويل الأهداف والمشاريع التدميرية والاستعمارية لدول تحالف الشر والعدوان السعوصهيو أمريكي ، في دعم جبهات الحرب الاستنزافية التي يخوضها المنافقون الخونة والمرتزقة الرعاع تحت لواء تحالف الشر والعدوان ، ضد أبناء جلدتهم اليمنيين، ولتذهب البقية الباقية لأرصدة المرتزقة العملاء والخونة الفارين من وجه العدالة وعلى رأسهم هادي الرئيس الكارثة وحكومة فنادق الرياض .
وبالتالي فإن موظفي الدولة ببلادنا، وهم يكابدون وأسرهم التي يعيلونها شظف العيش ويتجرعون مرارة الجوع والمعاناة بكل تفاصيلها جراء انقطاع صرف مرتباتهم الشهرية التي لطالما رفعوا لأجلها شعار “قطع الرأس ولا قطع المعاش” قبل أن يأتي تحالف قرن الشيطان ومرتزقته الخونة وعملاؤه اللصوص لنهبها ومصادرتها، قرروا في إطار مواصلة الصمود الأسطوري بوجه العدوان الغاشم وحصاره الجائر وسياسة التجويع الممنهج التي يمارسها عبر مرتزقته وأدواته العملاء في الداخل والخارج بحقهم- والضمير هنا لموظفي الدولة ببلادنا المنقطعة رواتبهم عاماً كاملاً- وأيضاً بحق أبناء شعبنا اليمني الأحرار والشرفاء، قرروا أن يربطوا أحجاراً على بطونهم وبطون أسرهم الخاوية لمواجهة المجاعة المحتدمة والتغلب على الفقر المدقع الذي بات يتربص بهم وبمن يعولونهم شراً مستطيراً، على ألا يركعوا أو يستسلموا لأولئك المجرمين الأنذال والجبناء المعتدين على وطننا وشعبنا اليمني المسلم المسالم غدراً وظلماً وعدواناً، تاركين – بنفس الوقت- العبء الأكبر والمسؤولية الجسيمة في إنقاذ ما يمكن انقاذه للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، فضلاً عن اعتمادهم الكبير على الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه، والتوكل عليه والثقة به جل في علاه، كأكبر سلاح ردع بالنسبة لهم ولشعبنا اليمني الحر الثائر العظيم – أيضاً- في مواجهة الأخطار والكوارث المستقبلية الناتجة عن العدوان والحصار، والعمل بكل ما من شأنه رفع الظلم ورد الحقوق المسلوبة ومحاسبة المجرمين القتلة من قوى تحالف الشر والعدوان السعوصهيو أمريكي إماراتي ومرتزقتهم الخونة والمنافقين.
وليعلم قرن الشيطان وكل من تحالف معهم، بأن رهانهم على الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع الممنهج بحق شعبنا بما في ذلك نهب ومصادرة رواتب موظفي الدولة ببلادنا، لهو رهان خاسر لم ولن يجدي نفعاً في إركاع وإخضاع شعب تنحني له رؤوس الجبال ، فضلاً عن كونه رهاناً ساقطاً بل وأكثر سقوطاً من سقوطهم الأخلاقي والإنساني والقيمي، وليكن ملوك وأمراء العنجهية الأعراب- خلاوجة العصر- على يقين تام بأنهم وتحالفهم الشيطاني والعدواني على اليمن، ماضون على قدم وساق نحو الفشل الذريع والهزيمة النكراء على يد أبطال حيشنا اليمني البواسل ولجاننا الشعبية الفتية وأحرار شعبنا اليمن الذي يأبى الذل والانكسار، وسيدفعون الثمن باهظاً عن كل قطرة دم من دماء اليمنيين التي سفكوها غدراً وظلماً وعدواناً على مدى ما يقارب العامين ونصف من عمر عدوانهم اللعين.