اتحاد الإعلاميين اليمنيين في الذكرى الثالثة يحيي الصمود بوجه العدوان
Share
تحل الذكرى الثالثة للصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ومازالت انتهاكات دول تحالف الشر تتوالى بحق اليمن أرضا وإنسانا، ومعها تتفاقم معاناة الملايين بفعل الحصار الجائر في ظل عدوان استوفى كافة المعطيات التدميرية الكفيلة بهلاك شعب بأكمله.
وقد كان الإعلام اليمني الوطني ولا يزال في مرمى الاستهداف الممنهج على مدى ثلاثة أعوام، تعرضت خلالها المؤسسات الإعلامية لانتهاكات متوالية مباشرة وغير مباشرة، بلغت نحو 150حالة انتهاك مباشر على الأقل، منها القتل العمد لأكثر من 65 إعلامياً، وأكثر من 16جريحاً، لم يتمكن غالبيتهم من السفر للخارج لتلقي العلاج.
واستهدف القصف الجوي لتحالف العدوان أكثر من 12 مؤسسة إعلامية، وتسبب في تدميرها كلياً، بالإضافة إلى حالات الحجب والاستنساخ للفضائيات الوطنية، تجاوزت أكثر من 15 انتهاك خلال الفترة الماضية. وأدى القصف الجوي إلى تعطيل أبراج البث والإرسال التلفزيوني، وتضررت بسببه العشرات من الإذاعات المحلية، بالإضافة إلى استهداف أبراج الاتصالات وشبكات الإنترنت في كثير من المحافظات، الأمر الذي انعكس سلباً على نشاط الإعلاميين، وتوقف العشرات من المواقع الإليكترونية.
وامتدت انتهاكات العدوان لتشمل قنوات اليوتيوب ( أكثر من 28 حالة ) وحسابات الفيس بوك لمشاهير الإعلاميين اليمنيين، إضافة إلى حجب القنوات الصديقة للشعب اليمني (مثل قناتي المنار والميادين) على قمري عربسات ونايلسات. كما تعاني المؤسسات الإعلامية اليمنية والإعلاميين المناهضين للحرب والحصار أوضاعاً متردية تتفاقم يوماً بعد يوم، بالموازاة مع الحظر الإعلامي، ومنع التحالف من دخول الصحفيين الدوليين، وحظر سفرهم من وإلى اليمن. وتأثر الإعلاميون اليمنيون بكل تداعيات العدوان والحصار، حيث توقفت رواتب الآلاف من الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية، وتوقفت عشرات الصحف من الصدور بفعل الأزمة الاقتصادية، ما جعل العديد من الإعلاميين يبحثون ويشتغلون في أعمال يدوية وسط تخاذل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وفاقم الحصار من الأوضاع التقنية والفنية للمؤسسات الإعلامية، التي عجزت عن استيراد قطع الغيار اللازمة واستجلاب المهندسين لإصلاح المطابع وأجهزة البث والتصوير، وغيرها.
بيد أن كل هذه الانتهاكات كانت بمثابة الوقود للإعلاميين الوطنيين، الذين تحدوا الصعاب وانخرطوا في جبهة إعلامية موحدة ومتكاملة، كانت وما زالت أحد عوامل الصمود وأركان النصر المنشود والمرتقب.
وينتهز الاتحاد هذه المناسبة ليجدد التحية والتقدير لكل الإعلاميين الأحرار، ولكل العاملين في المؤسسات الإعلامية الوطنية، الذين واكبوا صمود شعبنا وانتصارات الجيش واللجان الشعبية، ونقلوا للعالم جرائم تحالف العدوان بحق النساء والأطفال والولدان، بل وقدموا في سبيل ذلك تضحيات غالية، وبالأخص الزملاء في الإعلام الحربي الذين قضى منهم العشرات، وارتقوا سلم المجد والشهادة وهم يوثقون المشاهد البطولية في مختلف الجبهات. كما يدعو الاتحاد مجددا القيادة السياسية والجهات المختصة إلى المزيد من الدعم والرعاية للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، ومساندتهم في مهمته الوطنية والمقدسة، التي لا تقل أهمية ودورا عن الجهاد القتالي في ميادين النزال والفداء.
وإذ يدعو اتحاد الإعلاميين اليمنيين إلى إيقاف الحرب والعدوان على اليمن، وإلى رفع الحصار البري والبحري والجوي على المنافذ والموانئ اليمنية على نحو فوري، فإنه يشدد على ضرورة السماح للصحفيين الدوليين، لتغطية الأحداث في اليمن، عن قرب بما يساعد على كسر الحصار والتعتيم الإعلامي الذي يفرضه تحالف العدوان بحق اليمن واليمنيين.
ويجدد الاتحاد المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للنظر في جرائم الحرب باليمن، وما يرتكبه التحالف من انتهاكات تطال الإعلام والإعلاميين اليمنيين، وتؤثر بشكل سلبي على أداء الصحافة وحرية الرأي والتعبير. كما يدعو الاتحاد مختلف المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان والحريات الإعلامية بالتضامن الإنساني مع الإعلاميين اليمنيين، وتخفيف آثار الحرب والحصار وتداعياتهما، ويشكر مجددا كل الأصوات الحرة والقامات العربية والدولية التي لم ترضخ للإغراء والترهيب، ووقفت مع مظلومية الشعب اليمني، تنتصر له وتنافح عنه في مختلف المحافل العربية والدولية.
صادر عن المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين صنعاء- 25/3/2018