اليمن ذات موقع جغرافي هام ويعتبر الركيزة لشبه الجزيرة العربية .. حيث وهو يطل على أهم الممرات المائية في العالم وهو باب المندب ..ويمتلك المئات من الجزر الهامة في البحر الأحمر والبحر العربي ويمتلك مخزون طبيعي من الثروات النفطية والمعدنية .. وتعتبر اليمن بكرا في ثرواتها وما تمتلكة من ثروات متعددة فهي غنية بثرواتها وغنية بعزة وشموخ وعنفوان شعبها العظيم والمعطاء ..
فاليمن تتميز دون غيرها في الجغرافيا وفي موقعها الجيوسياسي .. فالاطماع الاستعمارية على اليمن ليست وليدة يومها بل منذ القدم .. وعرفت اليمن عبر التاريخ انها مقبرة الغزة والمحتلين .. فكم من ممالك كانت تظن ان الشمس لن تغيب عنها .. ومن دول استعمرت اليمن فطردوا الى غير رجعة بتكاتف كل الأحرار من هذا الشعب العظيم ..
الجدير بالذكر أن الأمريكان والصهاينة لهم أطماع واضحة لاحتلال اليمن من خلال مؤامرات حيكت عليه .. فمرورا بذريعة تفجير المدمرة كول قبالة السواحل اليمنية في عدن وفِي حينها قامت الدنيا ولم تقعد .. وأرسلت أمريكا ما يقارب 2000 جندي وضابط إلى عدن للعمل على التحقيق وظلوا هناك مدة طويلة .. وبعدها اختلقوا ذريعة القرصنة التي من خلالها ملأت أمريكا سواحل اليمن بالفرقاطات والسفن الحربية والمدمرات الحربية وهذا كان قبل أكثر من عشر سنوات ..
وبالتالي اختلقوا ذريعة الطرود المفخخة وقصة النيجيري الذي مر من اليمن فقط .. وقيل انه شحن طرد مفخخ الى امريكا والمعروف انه ليس هناك رحلات مباشرة من اليمن الى امريكا .. وبهذه الذريعة وضعت المطارات والمنافذ البرية تحت الرقابة الامريكية .. وفِي حينها كان السفير الامريكي يتحرك وكأنه الحاكم الفعلي لليمن .. في المقابل بعد استحكام الأمريكان على المنافذ البحرية والسواحل وكذلك البرية والهيمنة على القرار السياسي .. وباتت اليمن تحت الوصاية الامريكية وتغير السيناريو وبدأوا بالعمل على الأرض .. من خلال نشر مايسمى بعناصر الاجرام القاعدة وداعش والعمل على تهيئة المناخات والأجواء .. لتستحكم قبضتها على مناطق ومنها ابين ولحج وشبوة وحضرموت ومأرب والبيضاء ومناطق أخرى ورفعت الرايات السوداء ونشرت ثقافة الذبح والسحل والسكاكين .. وكان ضحيتها ابناء الشعب اليمني حيث ذبح الكثير وسحل الكثير .. ودفع الشعب اليمني فاتورة كبيرة جراء المؤامرة الخبيثة الأمريكية المسماة القاعدة وداعش ..
بالتالي أمريكا استغلت إجرام عناصرها ولكي تستمر في خطوات الاحتلال من خلال هذه الذريعة أعلنت الحرب على ما يسمى بالارهاب بين هلالين (الامريكي ) .. وبدأت القوات الامريكية تتوافد الى صنعاء الى حي شرتون حيث تحول إلى ثكنة عسكرية أمريكية .. وكذلك توافد عسكري في قاعدة العند العسكرية وفِي خور عميره وغيرها من المناطق العسكرية .. وباتت الإجواء اليمنية مستباحة من قبل الطيران الأمريكان وبدأت القوات الامريكية تقتحم البيوت في لحج .. وكذلك قصف بالغارات الجوية وعملوا على السيطرة على الجيش اليمني والعمل على هيكلته وتغيير عقيدته .. وبالتزامن مع هذا كله ولكي لا يلتفت اليمنيين الى ما تعمله امريكا قاموا بنشر المفخخات والتفجيرات ونشر الفوضى .. والاغتيالات وإذكاء الفتنة واحياء النزعات العرقية والطائفية والمناطقية وهذا اُسلوب أمريكي خبيث اعتمدت عليه امريكا خلال احتلالها للعراق ..
ندرك جميعا ان امريكا لم تعمل ما عملته مع عملائها من أجل مصلحة اليمن بل تجلت الحقائق وانكشف الغطاء .. وكشف عن وجه أمريكا القبيح واتضح للجميع المطامع الاستعمارية لليمن .. وامام هذا كله كان الشعب اليمني يعاني الامرين من خلال سياسات التجويع للنظام العميل القائم انذاك .. ومن خلال تكريس خطوات الاستعمار الامريكية هنا الشعب اليمني بدأ يصحوا ويتحرك من اجل الحرية ويعي حجم خطورة المرحلة .. وبدأ يهتف في وجه امريكا وعملائها وانطلقت شرارة الثورة الشعبية .. واشتعلت جذوتها الذي من خلالها أسقطت انظمة العمالة والفساد والارتهان .. وأسقطت معها الوصاية والهيمنة الخارجية وأغلقت الابواب امام الخارج وتطلع الشعب اليمني الى بناء دولة الشراكة والسيادة والاستقلال .. فكانت أهداف الثورة الشعبية محقة وعادلة .. وهي ثورة شعبية مطالبها شعبية وطنية ليس لها اي امتداد .. ودوما كان الشعب ولازال يسعى الى تحقيق ذلك .. فكان انتصار الثورة في 21 من سبتمبر 2014م علامة فارقة في تاريخ اليمن .. ومثل انتصار الثورة ضربة قاصمة لمشاريع ومؤامرات أمريكا في اليمن التي عملت على بنائها على مدى سنوات مديدة ..
كما ان انتصار الثورة الشعبية اقض مضاجع امريكا وعملائها من أنظمة الخليج .. فأعلن عن تحالف الشر وأعلن العدوان من واشنطن تحت مبررات واهية وعناوين زائفة ومظلة إعادة شرعية حكم وهيمنة السفارات الأجنبية .. حيث شنت الالاف من الغارات الجوية ودمر كلما له علاقة بحياة الانسان اليمني .. وأصبحت اليمن اطلال وركام واهلك الحرث والنسل وقتل وجرح الالاف من المواطنين وحصار بحري وبري وجوي ..
في المقابل ونحن في العام الرابع من الصمود والثبات امام اكبر تحالف وغزو لم يحصل مثله في التاريخ .. ومن تكشف الحقائق اتضح للجميع ماذا تريد امريكا من اليمن فلولا امريكا لما حصل هذا كله .. هنا علينا جميعا ان نعي ونفهم اننا امام مواجهة مع الشيطان الأكبر .. ولابد من التسلّح بسلاح الايمان وان نجعل القرآن منهاجا لنا في مواجهتهم .. وتحت مظلة أعلام الهدى من ارتضاهم الله لقيادة الأمة وهداها إلى سبيل الرشاد .. فلا فلاح ولا خلاص إلا بتوكل على الله والتمسك بحبله المتين .. كما ان الاحداث باتت ماثلة أمامنا وماذا تريد أمريكا أن تحققه في اليمن .. ولنا عبرة بما جرى ويجري في المناطق المحتلة الذي دنسها الاستعمار وكيف نعمل على تحصين مجتمعاتنا من الاحتلال وخطره على اليمن أرضا وإنسانا .. وان نتحرك بمسؤولية في الدفاع عن الدين وعن السيادة والكرامة والعرض والوطن والله نصير المستضعفين نعم المولى ونعم النصير ..