يطل علينا شهر رمضان المبارك الذي هو من أفضل الشهور عند الله، وأيامه ولياليه التي هي من أفضل الأيام والليالي، وأحعلى الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، أي لعل ورجاء أن تحصلوا على تقوى الله في أنفسكم وأعمالكم، وتقوى الله هي غاية أساسية للمؤمنين، ومن أهم مصادرها حسن صيام شهر رمضان وقيامه، وتلاوة كتاب الله فيه، وترتيل آياته، وتدبرها، وتأملها، والاهتداء بها، وهناك علاقة وثيقة بين الصيام وبين القرآن الكريم، لأن الله اختص القرآن واختص شهر رمضان أيضا بأن أنزل فيه القرآن كما قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وأنزله في ليلة من ليالي شهر رمضان هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة القدر.
بهذا يكون أمامنا فرصة عظيمة وثمينة في شهر رمضان للحصول على التقوى، وتحقيقها في أنفسنا وأعمالنا، والارتباط بالله سبحانه، وبكتابه القرآن الكريم، والاهتداء به، من خسن الأوقات، وهو يمثل أعظم فرصة للإنسان خلال السنة ليتزود بالإيمان والعمل الصالح والتقوى، التي يعرفها السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” (بأنها حالة نفسية يخلقها الإيمان الواعي والتصديق العملي) وهي غاية مهمة وأساسية من غايات الصيام وأهدافه حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب لال المجالس الرمضانية والمساجد التي سيقام ويطبق فيها البرنامج الرمضاني ليليا، مع ضرورة الاهتمام بذكر الله، وتسبيحه، واستغفاره، والصلاة النافلة لله في البيوت أو في المساجد بشكل فرادى وليس جماعة، لأن لا صلاة جماعة إلا الصلاة المفروضة الواجبة، أما النافلة والتطوع فهي تؤدى فرادى، وبهذا نهى وأمر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
من المؤسف أن الكثير يزدادون ضلالا وغواية في شهر رمضان من الرجال والنساء والشباب والشابات، بسبب سوء الاستغلال لنهار شهر رمضان بالنوم، وليله بالسهر على الألعاب، والتخازين، والحلقات، والمسلسلات التي تنتجها المؤسسات الإعلامية والإنتاجية العربية والأجنبية، بهدف الاستهداف والإفساد الثقافي “الحرب الناعمة” ومسخ الهوية الإيمانية، وضرب كل القيم والمبادئ الإسلامية، وهو ما يتوجب علينا تجنبه.
ومن المهم في شهر رمضان التعامل مع الناس بإحسان، وإكرام، وأدب، واحترام، والاهتمام والإحسان لأسر الشهداء، والجرحى، والفقراء، والمساكين، واليتامى، والأرامل، والمرضى، والمعسرين، والمحتاجين، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كذلك لا ننسى الاهتمام بالجهاد في سبيل الله، وتقوية الجبهات، وتعزيز صمود المرابطين، والشد على أيديهم، وتقويتهم، وزياراتهم، والاهتمام بأسرهم، وأولادهم، والإحسان إليهم، فمن خلف مرابطا، ورعى له حرمته كتب الله له مثل أجره، مع ضرورة النفير للجهاد، والمشاركة في الجبهات فشهر رمضان هو شهر الجهاد والقتال في سبيل الله، وفيه كان أول نصر للمسلمين في معركة بدر، وفيه كان فتح مكة.
نسأل الله أن يكتب لنا السعادة، وأن يختم لنا بالشهادة في سبيله، شهادة يرضى بها عنا، ويغفر لنا بها كل ذنوبنا، ويرزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، والنصر لشعبنا المظلوم.