كتبت / أمل عباس الحملي
إن يوم القدس العالمي من الأيام التي تعمل على رفع مستوى الوعي بضرورة التذكير الدائم بمحورية قضية فلسطين كقضية مظلومية، منوهة إلى أن يوم القدس ساعد كثيرا في التذكير بمظلومية الشعب الفلسطيني والظلم الذي مارسته وتمارسه “إسرائيل ” منذ 1948 وحتى يومنا هذا.
إن يوم القدس العالمي ساعد على الحد من انتشار التطبيع الاجتماعي النفسي والذي أساسه الاستعداد النفسي لدى الشعوب لتقبل الوجود الصهيوني.
وفي إحياء يوم القدس فضل كبير لفتح أبواب الحوارات والنقاشات بين أبناء الأمة العربية والإسلامية سنويا حول قضية فلسطين ما يساعد فريق المواجهة ضد فريق التطبيع داخل أبناء الأمة على ضخ أفكار تحررية لرفع مستوى الوعي بسلبيات التطبيع وحقائق الاستكبار والاستعمار الذي يقودنا إليه فريق التطبيع.
إن استبدال عداوة إيران بدلا عن “إسرائيل” طبيعي جدا فمن يرى التطبيع يعادي إيران ومن يريد المواجهة يرى في إيران دولة داعمة لقضيته.
إلا أن وجود يوم القدس شكل حالة من الوعي عند الفريقين المتصارعين حوله، فلولا وجوده كان سوف يسهل على الإسرائيليين وفريقهم تمرير الكثير من القضايا (قضايا وعي وفكر بخصوص فلسطين والقدس وحقيقة تاريخ اليهود عليها) مما يؤدي إلى خسارة أعوام كثيرة نتيجة تهاون المجتمعات العربية والإسلامية بشكل خاص وباقي المجتمعات بشكل عام.
في السابق كان تفاعل الشعب اليمني مع هذا اليوم، الذي يحمل فكرة إحياء يوم القدس العالمي منذ طرحها الإمام الخميني الراحل (رضوان الله عليه)، مقيدا بسياسة السلطة الظالمة التي حالت دون القيام بإحياء تلك المناسبة، انطلاقا من تبعية تلك السلطة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية كغيرها من الأنظمة العربية العميلة، إلى أن جاء مشروع الشهيد القائد السيد حسين الحوثي الذي كسر هذا الحاجز وأعاد للأمة في اليمن قضيتها المركزية وشد الأنظار إليها مباركا خطوة الإمام الخميني الراحل وعمل على تفعيل تلك الخطوة بعمل جبار وبكل ما امتلك من قوة وبأس بفضل الله العزيز الحكيم.
بدأ ذلك منذ ما يقارب الست سنوات لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي، حيث كانت البداية من محافظة صعدة الصمود التي شهدت زخما كبيرا جدا منذ العام الأول الذي دعا فيه أنصار الله إلى الاحتفال بيوم القدس العالمي.
وفيما يخص إحياء يوم القدس العالمي في السنوات الماضية في صعدة وغيرها من المدن اليمنية نجد أن اليمن قد شهدت بعد انتصار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر احتفالات كبيرة جدا، وخصوصا في العام الماضي والذي شهد أكبر تجمع لإحياء يوم القدس العالمي وأضخم خروج جماهيري في الدول العربية، وذلك بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام حيث كان خروجا كبيرا ومشرفا للشعب اليمني وهذا إن دل فإنما يدل على عمق تمسك الشعب اليمني بقضيته الأم والقضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية.
إن إحياء اليوم العالمي للقدس يمثل الضربة القاضية في لعبة الملاكمة بالنسبة للعدو الصهيوني، فهو في كل سنة يتلقى هذه اللكمة من الأمة جراء الإحياء لهذا اليوم بالإضافة إلى التزايد المستمر في الكم والكيف لهذا الإحياء منذ استحداثه.
وبما أن المعركة ضد العدو الصهيوني هي في أساسها معركة وعي فقد جاءت آخر جمعة في الشهر الكريم أي أفضل أيام التقويم الإسلامي لتكون ساحة للمعركة ضد الوجود الصهيوني ولتحيا فيها القضية الفلسطينية”.