النيّة المبيَّتة للتحالف (السعودي – الإماراتي) لإجهاض مشاورات “جنيف” لاتحتاج لعالِم تنجيم أو محلل سياسي محترف.. فقد جاء التحضير للّقاء فيما نظاما (أبو ظبي والرياض) يترنحان تحت وقْع:
أولاً: فشل بالحصول على مزيد من الدعم السياسي بعد ما يبدو أن راعيهما الرسمي “دونالد ترامب” المثقل بمشاكله الداخلية قد ضاق ذرعًا بهما، بعد أنْ لمْ يعد هناك ما يضخّانه من مال إضافي، وهو ذات حال الحكومة البريطانية..
وثانيًا: فشل عسكري في تحقيق أيّ إنجاز استراتيجي على الأرض.. وإنْ حصل اختراق او تقدم في هذه الجبهة أو تلك فعامل استمراره محكوم ببقاء الغطاء الجوي، الذي لا يمكن استمراره إلى الأبد..
أما الثالث فيتمثل في فشل النظامين على الاستمرار بتغطية جرائمهما بحق الأطفال والأبرياء من اليمنيين، الذين يُقتلون بطائراتهم العسكرية، حيث توالت التقارير الفاضحة لهذه الانتهاكات، ولعل أشهرها تقرير الخبراء الذي أفقدهم صوابهم، وهو ما جعل دولًا عِدة تُلغي صفقات أسلحة تم توقيع عقودها، ومحاكم دولية تقبل الدعاوى المقدمة إليها بخصوص الجرائم التي تم توصيفها بالممنهجة..
لقد أراد (ابن سلمان وبن زايد) حرْف الأنظار عن مأزق الحرب التي تجاوزت كل ما هو إنساني وأخلاقي إلى تبنّي مخاتل لمشاورات بناء الثقة في “جنيف” كمقدمة تقود لمفاوضات سلام شاملة لنسمع – للمرة الأولى – تصريحات لقادة البلدين، وهم يُسرفون في الترحيب بهذه المشاورات عَلنًا، بينما يعملون على الكيد لها سرًّا لمنع حصولها.. معتمدين على سيطرتهم الكاملة على أجواء اليمن، واحتكارهم منح التصاريح لأيّة طائرة تُحاول الوصول إلى مطار صنعاء، حتى وإنْ كانت أممية أو ذات علاقة بالعمل الإنساني.
لقد اشتغل تحالف العدوان (السعودي – الإماراتي) مسخّرًا كل إمكاناته في تسخير السياسة والإعلام.. أولاً لتحميل سلطة صنعاء فشل انعقاد مشاورات جنيف، وهو ما دحضه المبعوث الأممي حين بيّن أن عدم حضور الوفد الوطني يرجع لموانع لوجستية على الرغم من حرصه على المشاركة، وهو ما استدعى هجومًا غير مسبوق على “جريفث”، قاده وزير خارجية هادي، وتبنّاه إعلام التحالف.. وثانيًا لتبرير استمرار حربٍ أكثر قذارة، وبالذات على الحديدة.. وتبدّى من خلال تصريحات رسمية لسفير المملكة في اليمن، وأخرى لوزراء في حكومة هادي، وعلى رأسهم بن دغر وغير هؤلاء الكثير من محللين خليجيين وتوابعهم من ذوي الحاجة من اليمنيين الذين – جميعهم – تم تلقينهم شهادة الزور لتبرير تدمير محافظة الحديدة وقتل أبنائها بدعوى فرية عدم حضور مشاورات لم تكن لتمنع مواصلة حرب يديرها عدو محتل من الجو لا من الأرض..
لقد تحدث “مارتن غريفث” بجزء بسيط من الحقيقة بعدم تحمّل سلطة الداخل إفشال المشاورات، ومع ذلك استنفر نظاما (السعودية والامارات) إعلامهم ليصب جام غضبه على رأسه.. مع أنه لم يقل أن دولتين كروسيا والصين رفضتا تحمّل ضمان أمن إقلال وفد صنعاء إلى جنيف بطائرتهما ، مثلما لم تقدّم الأمم المتحدة ذات الضمانة، وكأنما هاتين الدولتين، مع أنهما من أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وكذا الأمم المتحدة، تُقر – جميعها – أن نظامي هاتين الدولتين هما أقرب لقطّاع طرق أكثر من كونهما حكامًّا لدول تحتكم للقوانين الدولية.
لقد نمط بن زايد وبن سلمان ، هادي وحكومته باعتبارهم ادوات رخيصة للتنكيل بالشعب الذي يدعون حكمه وبعد ان منعوه ابسط حقوقه في السفر والعلاج وهاهم وبوضاعة يمنعون عالقين وجرحى في سلطنة عمان التي كانت ارفق بهم واحن من العودة الى بلادهم ويتعاملون معهم كأسرى حرب بعد اكثر من عام ونصف العام من الاغتراب القسري وبنفس الدناءة المعلنة والانحطاط يستنزفون جهودهم بمنع اخرين من السفر للعلاج باعتباره انجاز وبطولة خارقة.
التحالف بشقيه الداخلي والخارجي يغرقون اكثر فأكثر بدماء الأبرياء مثلما تثقل ملفاتهم بالإدانات والاتهامات الموثقة كمجرمي حرب بعد ان اصبحوا في القوائم الدولية السوداء ينعتون بقتلة الاطفال ويمكن للتحالف الإماراتي اليوم لإسباب منها التكالب الدولي وضعف المؤسسة الأممية وانقسام الداخل ان يحتل محافظات ولكن الى متى يمكنه ذلك هاتان الدولتان ليستا اكثر من مال ونفط وحكام يدارون من البيت الابيض كموظفين فقط بينما بلد خلق التأريخ معها كاليمن برجالها اولو القوة والبأس الشديد من العابث القادر على احتلالها بعد ان ارتوت ارضها وجبالها بدماء جيوش امبراطوريات شتى تمكنت من الدخول الا انها لم تخرج ومن تمكن من الفرار والعودة الى دياره صار لسان حال على مغامرة يستحيل تكرارها فكيف بجيوش رخوة لحكام دولتين اكثر رخاوة.