نحن ثرنا ليمتلك الإنسان حريته ونفسه وكرامته ومقدراته لقد كنا بالأمس القريب عبيداً لغير الله في أنفسنا ومقدراتنا وعقيدتنا لا نستطيع أن نتصرف بشيء ولو بكلمة إلا أن تكون سلبية تجهيلاً وخنوعاً وتزلفا واستكانة نضع أنفسنا وعقولنا تحت أقدام أعدائنا حتى أنهم يسموننا الحديقة الخلفية لقصورهم حتى على مستوى أدنى الدرجات وكل حر يجب ان يلجم أو يعدم بأية طريقة كانت تنوعت الأسباب والموت واحد حتى إن فايرستون السفير الأمريكي السابق الذي هرب من صنعاء بعد دخولها كان يتدخل حتى على مستوى تعيين الفراشين والمؤذنيين في المساجد وكل شيء في اليمن تحت تصرفه “عملاء كثر لا يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهذا شأن الملائكة في طاعة الله ولكنه شأن أحذية الاراذل الذين من فوقهم لا يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون في كل صغيرة وكبيرة على مستوى أجهزة الدولة بجميع فروعها وإداراتها لا تملك من إرادتنا شيئاً.
لكن اليمني لن يكون ولم يكن كغيره من مواطني الجزيرة العربية الذين هم في كل شيء تحت أحذية أمريكا هم في أنفسهم أحذية مهترئة لا بقاء لهم إلا ببقاء أسيادهم يدوسون على رقاب الأمة العربية والإسلامية في كل الجزيرة العربية.
كانت الصرخة فأزعجتهم ونفخت في العقول والنفوس دبيب حياة الإنسان فأحيته من موته ومن سباته فأزعج ذلك فاير ستون وعبيده سواء في اليمن أو في عموم الجزيرة العربية أو العالم الثالث فحسبوا لها حسابها وبدأوا يعدون لها العدة وتمت الأدوات من قبل 2003م استعدادا للقضاء على كل انتفاضه وما كانت الحرب سنة 1994م إلا باكورة واستعدادا لهذا العمل الذي هيكل كل مقدرات الشعب اليمني في جميع المجالات حتى لا تقوم له قائمة.
إن الخوف لم يبدأ في سنة 94م أو في اعقابها ولكنه كان منذ عقود سبقت في قيام ثورة أجهضت بالاستعمار المصري والاستعمار السكسوني البريطاني وكان ما كان في سنة 1967م وما أعقبها من مؤامرات قبل الوحدة وبعد الوحدة يطول شرحها.
رغم ذلك أثمرت وخطت طريقا أمام أعين الشعب اليمني في استكمال وتصحيح ثورة 2003م في صعدة والتي اينعت واثمرت وصححت مسار الثورات السالفة جميعها في سنة 2014م عند دخول صنعاء وانحسار الحزبين “المؤتمر والإخوان” ولكن الخطر ما يزال قائماً ونعيش ثماره الآن في معاناة لا تخطر على بال، دولية ومحلية، ومن دول الجوار.
هنا نقول بفصيح العبارة إن ثورة 2003م في صعدة أينعت وترسخت ولها الأثر الفاعل سواء في الجزيرة العربية التي نحن جزء منها أو في العالم العربي مشرقه ومغربه أو في ما حولنا من الدول سواء في القرن الافريقي أو غيره ريح حياة هبت إلى صدور العامة وعقولها بتفعيل النقاط الخمس الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام حتى وصلت إلى غير الدول العربية والإسلامية في كل أنحاء العالم وترددت صوتا وعقيدة في عواصم الدول الاستعمارية وغيرها.
ومن هنا يجب أن نكون واقعيين في ما يقع لنا ويقع حولنا من تفعيل هذه الثورة الشعبية التي قلبت الموازيين وفتحت أبواباً لا يمكن سدها حتى أصبح الشعب اليمني قبلة يُنظر اليه بعين الإجلال والإكبار لصموده الأسطوري في مدة لا يستطيع أحد أن يصمد خلالها مع قلة الامكانيات وتكالب التحالفات واستجلاب الجيوش والمخربين والمنظمات التخريبية التي يطول ذكر أسمائها من كل انحاء العالم وشراء الضمائر في الداخل والخارج ولم يفلح هذا.. الزخم الكبير في أن يطفئ النور الذي أضاء في النفوس والعقول ومن هنا سنحت الفرصة الأخيرة لامتصاص كل المقدرات للأمة العربية والإسلامية من قبل الدول الاستعمارية لأنها تعي تماماً ألا بقاء لها على الخريطة التي كانت عليها من قبل وبعد سنة 1945م والتي زرعت لا تقول في الجزيرة العربية وحدها بل في كثير من دول العالم الثالث سلاطين وملوكا على مستوى الخريطة في كثير من أنحاء العالم.
إن ما زرعته من خرائط سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان هو الآن في طريقه إلى الزوال.
إذا نظرنا إلى ذلك يعين الواقع نرى الآن أن التقنية مهما كان نوعها صغيراً أو كبيراً أو غير ذلك لم يعد حكراً على دول الاستعمار القديم ويمكن تفعيله وهذا سيكون.
والحاصل الآن في قلع الأسباب والمصالح والعملاء لهذه الدول.
إن الخريطة الجديدة للعالم ستتبدل خلال عقدين على الأكثر من هذا القرن.