عقل الإنسان آلة مصممة للتساؤل وإذا لم يكن كذلك فهو مختل لذلك.. علينا جميعا حين يجد جديد ويحدث شيء ويطرأ تغير أن نسال لماذا وكيف والخ .. خذوا عندكم ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني وانحدار قيمة الريال اليمني في مقابل الدولار … العقل والمنطق يفرضان علينا أن نسال عن الأسباب؟ عن المستفيد؟ عن المتضرر؟ وحين نعرف المستفيد من البديهي أن نعرف الأسباب وحين نعرف الأسباب نعرف المستفيد وهكذا تعالوا نتابع …
تقلبات سعر الصرف وتدهور العملة الوطنية ترتبط في البداية والنهاية بمصادر توفير النقد الأجنبي (الزلط بالدولار) و بأولئك الذين يفتعلون المضاربة .. فقط للمضاربة وليس للحصول على عملة صعبة حقيقة وأيضا بمن في أيديهم قنوات استقرار الصرف ويتحكمون بها ؟ دعونا نجيب على السؤال الأخير أولا ولو بتساؤلات حتى نكون على الحياد … من الذي يسيطر على النفط والغاز في مآرب وشبوة وحضرموت وغيرها ؟
من الذي حاصر تصدير النفط والغاز عام ٢٠١٥ و ٢٠١٦ و ٢٠١٧ بهدف الضغط على السيولة من النقد الأجنبي وهو ما أدى إلى أن تفقد اليمن ١٥ مليار دولار وهو مبلغ كان كافي لتغطية احتياجاتنا من الاستيراد بشكل كامل للثلاث السنوات الماضية …
(فاتورة الاستيراد يغطيها في العام 5 مليار دولار) وحين تم تصدير شحنات من النفط من شبوة وحضرموت خلال هذا العام إلى أين ذهبت عائدات مبيعات النفط من شبوة وحضرموت؟ اعترف المرتزقة أنفسهم أنها وضعت في البنك الأهلي السعودي و لمعلوماتكم هذه العائدات بلغت ٢ مليار دولار ولو تم ايداعها في البنك المركزي اليمني لتوقف تدهور الريال وأحدث ذلك نوع من الاستقرار في سعر الصرف …
الأدهى أن العدو يسرقنا ويتظاهر أيضا انه قدم وديعة او دعم للمركز المالي لليمن تبلغ مائتي مليون دولار ! هذا الرقم طبعا تافه ولا يغطي ما يجعل أحد يتحدث عن وديعة من سلمان لليمن للإسهام في مواجهة تقلبات سعر الصرف … هههههه على هؤلاء التافهين أن يحترموا عقول الناس؟ يحاصرك ويمنع عنك كل ما يمكن أن يوفر لبلدك عملة صعبة (زلط بالدولار وغيره) ثم يتباهى أنه يقدم لك دعما .. هكذا هم القتلة والمجرمون دائما يصورون أعمالهم الإجرامية عاصفة أمل وحياة وو الخ ..
ثم قد يكون الأمر مجرد كذبة كبرى؟ فببساطة لماذا لم يتم إيداع عائدات مبيعات النفط من شبوة وحضرموت في البنك المركزي ولو في عدن .. في عدن على الأقل حتى يمكنهم أن يغالطوا على جماهير الشعب أو يخترقوا وعيهم .. بدلا من إيداعها في البنك الأهلي السعودي والتي تبلغ إثنين مليار دولار …
الخلاصة أن السعودية والإمارات تضغط باتجاه خلق ضغط عارم في الشارع اليمني وتحميل من تسميهم الانقلابيين بهذه التداعيات وارتفاع الأسعار و و الخ على أمل أن تنظم فوضى وتستثمرها ضمن أهدافها أو أن هذا الضغط سيجعل قيادة المجلس السياسي الأعلى ترضخ للوصاية السعودية والإماراتية ..
طيب دعونا نسأل من جديد من الذي مارس وما يزال كل أنواع الضغوط والممارسات على أبناء اليمن المغتربين في السعودية بدء بالطرد ورفع الرسوم ومصادرة الأموال على الكثير منهم تعسفا وسلبهم أصولهم من مصانع وغيرها وقد أفقد اليمن ذلك حوالي مليار دولار .. ..
مع العلم أن تحويلات المغتربين تعادل ٣ مليار دولار سنويا وهي ثاني أهم مصدر للنقد الأجنبي بعد مبيعات النفط والغاز ، ليس هذا فقط اذ أن بنك عدن قام بمنع تحويل مبالغ الحوالات إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية وإرغام البنوك على تحويلها بالريال ..
بعيدا عن ما سبق اخبرونا من الذي عطل عمل الموانئ والمطارات التي كانت تدر عائد بالدولار ؟ من الذي يسيطر عليها ولا يكتفي بذلك بل يسعى لفرض مزيدا من الحصار على دخول السفن إلى ميناء الحديدة ويعرقل دخولها مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف والغرامات لكي ترتفع اسعار السلع وباعتراف الأمم المتحدة نفسها ومن الذي دمر بغارات الطيران المصانع والمنشئات التجارية والاقتصادية المختلفة كما تحدثت عن ذلك تقارير هيومن رايس ووتش وبغرض زيادة الطلب على السلع المستوردة وبالدولار ومن الذي قصف الصيادين في عرض البحر وقتلهم ومنع تصدير الأسماك ؟ ومن الذي أوقف كافة المنح والقروض للمشاريع في البلاد ؟ ومن الذي يمنع تشغيل المصافي في عدن ومارب لسد الحاجة من البترول، ولإرغام الشعب على الاستيراد من دبي؟ ضمن سياسة خنق وحصار اليمن واستنزافه وضرب مقومات صموده ومن الذي نراهم يطبعوا الفلوس … يطبعوا الزلط .. وبكميات ضخمة وبفئات جديدة بلغت ترليونين ريال؟ التساؤلات تطول و مهما راكمتها ستجد أمامك شلة الإخوان وجلال عبد ربه والزبيدي وملحقات الجميع و قبلهم سيدهم السعودي والإماراتي طيب من الذي يوجهم أو يبدو لهؤلاء العملاء أنه من يوجه لا شك أنه بن زايد وبن سلمان ؟
طيب بالنسبة لهؤلاء من الذي لا يمكن أن يتمكنوا من فعل شيء إلا بضوء أخضر منه … ذلك العربيد القابع في البيت الأبيض الذي يتباهى دائما بتوجيههم وبأخذ المليارات منهم … الذي أعلن أنه يحب السعودية .. معروف صح .. أيوه ترمب رجل الاستراتيجية الأمريكية الجديدة … طيب ومن يشترك معهم حتى توزع الغنائم وفق المواقف .. كل من سينخرط في هذا الإجرام والانحطاط تارة روسيا تطبع وأخرى ألمانيا غما يهم هذه الدول الانتهازية هو أن يقبض إزاء طباعة أوراق نقدية جديدة … وهكذا
ضرب الريال اليمني جزء من مخطط استهداف الشعب .. الشعب الذي رفض الوصاية السعودية وقال لا في وجهها .. الشعب الذي رفض الغطرسة السعودية وقال لها لا وقاتلها وما يزال بثباته الأسطوري يمرغ انف بني سعود ومن خلفهم في التراب.
الشعب الذي رفض مؤامرة تمزيقه وإحداث تغييرات ديموغرافية فلم ينزح إلى مآرب ولا إلى عدن ولا إلى غيرها وظلت كتلته العظمى في مناطقها وهو رد بليغ على مسار الأقلمة والتقسيم والتفكيك … ثم عدن وغيرها تعيش الأسوأ .. والناس يفرقون ويقارنون وليسوا أغبياء كما يظنهم من يتصور إنهم ينتظرون سذاجته المتنقلة في فضائيات بن سلمان او بن زايد وغيرها من وسائل الدعاية والكذب والتظليل التي تستهدف الشعب اليمني ووعيه وشموخه ..
لن تستطيع السعودية ولو أنفقت كل ما في الأرض ان تقنع يمنيا أنها تعمل لحساب اليمن فتاريخها وحاضرها يقدم النقيض الفج … والشعب اليمني لا يمثله هادي ولا علي محسن أو حميد الأحمر أو بحاح أو بن مبارك أو صعتر واليدومي ونعمان وكل طابور الارتزاق في الرياض … هؤلاء مجرد عملاء في وعي الشعب وفي ردود فعله الذي شاهدناها على امتداد قرابة أربع سنوات ..
الشعب اليمني ليس جيش إلكتروني وهمي في الفيس بوك او تويتر او الواتس اب او غيره …
الشعب اليمني هو ذاك الذي حين خرج إليه الخائن علي صالح ودعاه إلى أن يخرج لطعن في ظهر الجيش الوطني واللجان الشعبية وأن يضع يده في يد الإمارات والسعودية ..
ردوا عليه بوعيهم وردة فعلهم الحقيقية لقد حكمتنا ثلاثين سنة بفهلوة ووووو إلخ لكن لم يعد ثمة مجال لمزيد من الفهلوة لم يعد لدينا ما نخسره .. إلا كرامتنا ولا يمكن أن نهدرها ونرضخ لهمجية السعودية وغيرها
اليوم حين تزداد الضغوط على الشعب اليمني يرد بصبره وثباته وتحمله المعاناة.
الموت ولا المذلة .. ولا الهوان … الجوع ولا الرضوخ .. ونأكل من المزادة كل يوم قليل من الذرة وفق تعبير الشيخ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام … ولا نتحول إلى شعب ضعيف ومهان يختار المجرم بن سلمان والتافه بن زايد من يحكمه وكيف يعيش حياته ومن يمثله .. انتهى ذلك ولن يعود إلى الأبد …
الضغط الحاصل على جماهير الشعب لخلق مناخ محتقن في مسارات خاطئة تستهدف ذاته وليس من يصنع المشكلة ويفاقمها لن ينجح أيضا … ويكفي شاهد على ذلك ما يحصل في المناطق المحتلة .. الناس خرجوا فهتفوا ضد الإمارات والسعودية ومرتزقتها من شلة هادي و الإخوان المسلمين ..
وبالتالي على السعودية والإمارات ان تنتظر انفجارا شعبيا يرفع شعار الحل خلف الحدود ويجب اقتحامها … لن يموت الناس جوعا ولن ينتظروا إلى أن يروا اطفالهم يفتقرون يوما تلو يوم الى حاجة من حاجاتهم … هذه الضغوط لن تدفع الأحرار الا الى جبهات القتال .. وكل اليمنيين احرار إلا من خان البلد والثوابت ومجد الخارج .. أو جعل من نفسه أداة يحركها ضابط سعودي أو آخر إمارتي يحركهما مجرم أمريكي صهيوني ..