كلمة المكرمات في فعالية تكريم الإعلاميات اليمنيات التي ينظمها إتحاد الإعلاميين اليمنيين
Share
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات الزميلات، والأخوة كل باسمه وصفته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بالأصالةِ عن نفسي ونيابةً عن زميلاتي، نتقدم بالشكرِ الجزيلِ لاتحادِ الإعلاميين اليمنيين على هذه اللفتةِ الكريمةِ لتكريمِ الإعلامياتِ الوطنياتِ، والتي هي في حدِ ذاتِها تعتبرُ إحدى طرقِ تخليدِ دورِ المرأةِ اليمنيةِ في مواجهةِ العدوانِ الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائِه، لأننا لسنا سوى شريحةٍ واحدةٍ من حرائرِ اليمنِ اللاتي سطّرنَّ بطولاتٍ لم تُحكَ بعد، ومعجزاتٍ لم تدون، بينما حظينا نحن بالقدرِ الأكبرِ من الأضواء، ولهذا فإننا نهدي هذا التكريمَ لكلِ امرأةٍ يمنيةٍ عظيمةٍ تواجهُ العدوانَ بأيٍ من مجالاتِ المواجهة، ونُهديه في المقامِ الأولِ لأمهاتِ وزوجاتِ الشهداءِ والجرحى والأبطالِ المرابطين في جبهاتِ القتال، وإلى كلِ حرائرِ اليمن، فإن كانَ هذا تكريماً لكلِ مبدعةٍ كتبت أو صورت أو أذاعت أو ترجمت أو صممت أو أخرجت، فإنه تكريمٌ أيضا لكلِ من أنفقت أو خبزت وعجنت، ولكلِ من خاطت عَلماً، أو رسمت لوحةً، أو عالجت جريحاً، ولكل شهيدةٍ وجريحة.
الأخواتُ والأخوة
لعلها المرة الأولى التي تجتمعُ خلالَها هذه الكوكبةُ من الإعلاميات في مكانٍ واحدٍ وفعاليةٍ واحدة، وهو ما يدفعنا لنأملَ أن يكونَ هذا التكريمُ مفتتحاً لمرحلةٍ جديدةٍ من عملنا، ولانتهازِ الفرصةِ للتأكيدِ على أن الوطنَ بحاجةٍ إلى أن تتضافرَ جهودُ النساءِ اليمنياتِ في مواجهةِ العدوان في عملٍ منظمٍ يستوعب الجميع، لما من شأنهِ مساعدةُ الإعلامياتِ في تقديمِ رسالةٍ أكثرَ فعاليةً في مواجهةِ العدوان.
فإذا كان العدوانُ يستهدفُ الشعبَ اليمنيَ ككل، فإن له تركيزٌ على استهدافِ المرأةِ اليمنيةِ على نحوٍ خاص، وإذا كان قد استهدفها بالقصفِ المباشرِ في تجمعاتِ الأفراحِ والأتراح، أو بالاختطافِ والاغتصاب، فإن استهدافَه الأخطرَ لها هو بالأساليبِ غيرِ المباشرة، وما يُعرف بالحربِ الناعمة، في إطارِ استهدافِ الهويةِ الإيمانيةِ للشعبِ اليمني عموماً.
ولأن المرأةَ هي عمودُ الأسرةِ فهو يركزُ على استهدافِ هذا العمودِ بشكلٍ مركز ليسهلَ عليهِ ضربُ المجتمعِ ككل، ولكن بفضلِ اللهِ تعالى وتحلي نسبةٍ لا بأسَ بها من اليمنيات بالثقافةِ القرآنيةِ فقد أمكنَ الوقوفُ في مواجهةِ هذا الاستهدافِ بقدرٍ جيد، ونؤكدُ أن عملَنا على نشرِ هذه الثقافةِ هو السبيلُ لتحصينِ الهويةِ الإيمانيةِ للمجتمعِ، نسائَه ورجالَه.
فهاهي عاصمةُ وطننِا الحبيبِ اليوم تحتضنُ هذه الفعاليةَ لتكريمِ أكثرِ من مائةِ إعلامية، في أجواءٍ من الأمانِ والإيمان، وهُنّ يتنسّمن عبيرَ الحريةِ والعزةِ والرفعة، وبعد أن قدّمن الدليلَ العمليَ على أنه باتَ للمرأةِ اليمنيةِ دورٌ حقيقيٌ في بناءِ الوطن، إذ تشاركُ الرجلَ في صدارةِ العملِ الوطني بمواجهتها للعدوان، بينما نجدُ ـ وهو ما يبعث فينا الأسى والأسف ـ أخواتِنا في المحافظاتِ والمناطق ِالتي تمكنَ الغزاةُ من احتلالِها مستضعفاتٍ خائفاتٍ ذليلاتٍ، والبعضَ منهن مشرداتٍ أسيراتٍ مغتصبات، أو ذاتَ أدوارٍ معطلةٍ، واهتماماتٍ هامشية، من قبيلِ المشاركةِ في المسابقاتِ التي ينظمها الغزاةُ لهن في نقش الحنّا، في زمنِ توحشِ القتلةِ والكوليرا!.
هذا هو الحالُ الذي تسعى دولُ العدوانِ ومرتزقتُها لتعميمهِ على جميعِ نساءِ اليمن، لكننا نؤكدُ من هنا أن المرأةَ اليمنيةَ المواجهةَ للعدوانِ قد فرضت على الإعلامِ المحلي والخارجي صورةً مشرفةً، هي الصورةُ الحقيقيةُ لنساءِ اليمن، بمواقفِ العزةِ والكرامةِ التي يرضاها لهن اللهُ ورسولُه والمؤمنون والمؤمنات، ولهذا فإن المرأةَ اليمنيةَ هي شريكٌ أساسيٌ في كلِ نصر، لِما تقومُ به من أدوارٍ حيويةٍ في استمراريةِ الصمودِ والقتال، رغمَ التبعاتِ الاقتصاديةِ والخدميةِ للعدوانِ والحصار، والتي ولّدت أعباءً أكثرَ قسوةً عليها.
وأخيرا نؤكدُ أن دورَ الإعلامياتِ اليمنياتِ سيستمر، ليس فقط إلى أن يُهزمَ العدوانُ ويندحرَ الغزاة، بل إلى ما هو أبعدُ من ذلك بكثير، فكما استطاعت الكثيراتُ منّا أن يُحولنّ تحدي العدوان إلى فرصة، فاقتحمن مجالَ العملِ الإعلامي وأثبتنَ الجدارةَ فيه، فسوفَ يستمرُ عطاؤهن في مرحلةِ الاستقرارِ بإذن الله تعالى.
ختاماً.. نشكرُ كلَ من قدم يدَ العونِ والمساعدةِ للإعلامياتِ اليمنيات، آملاتٍ أن نحظى بفرصٍ أكبرَ في التأهيلِ وتطويرِ القدراتِ والتدريب، وأن تعملَ سائلُ الإعلامِ على زيادةِ الاهتمامِ بالمرأةِ، وتقديمِ الرسالةِ المناسبةِ لها وعنها، وبما يتوائمُ مع صمودِها وثباتِها وتضحياتِها الكبيرةِ في وجهِ العدوان.
ونشكر اتحادَ الإعلاميين اليمنيين مرةً أخرى على هذه اللفتةِ الكريمة.