بـن سلمان في وجـه العاصـفة التونسية: الحســاب بالجملة!
Share
عـبدالله عـلي صبري
تعددت شعارات الجموع الغاضبة في شارع الحبيب بورقيبة، وهي تهتف ضد زيارة مجرم الحرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس، متحديا الرفض الشعبي العربي، ودعوات المحاسبة المتصاعدة على خلفية جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي ضد الإنسانية في اليمن، وفي الداخل السعودي.
لم يتحمل بن سلمان الضربات المتوالية التي يتعرض لها وهو في عز قوته، وبدلا من الانكفاء، خرج من مخبأه ليواجه عاصفة من السخط العربي بدأت بتونس ولم تتوقف عندها. مكث طويلا في أبوظبي، واستراح في المنامة والقاهرة، لكنه وصل تونس وخرج منها خائفا يترقب ماذا بعد.
يحاول أن يتمالك أعصابه، متوشحاً جسارة خذلت صاحبها، فبدا زائغ العينيين، متحدثا كالبلهاء عن حبه لتونس ورئيسها وشعبها، وكأنه لم يرى أو يسمع ما يحدث في قلب عاصمة تونس الثورة.
انتفض التوانسة الأحرار، حين سمعوا بقدوم السفاح إلى بلادهم، فخرجوا غاضبين ورافضين، ولسان حالهم يقول: من أين نبدأ مع هذا المجرم، فكشف الحساب طويل، وواحدة من جرائمه كافية، لكي يقال له: لا أهلا ولا سهلا. لم ولن ينسى التوانسة أن السعودية التي يحكمها سلمان ونجله اليوم، هي التي وفرت دون غيرها من دول العالم مأوى لزين الهاربين بن علي، وترفض تسليمه لبلاده التي يطالب شعبها بمحاكمته على فساده وجرائمه حين استبد وحاشيته بالسلطة والثروة، قبل أن تجرفه ثورة الياسمين.
تونس الحرية خرجت أيضا وقالتها مدوية، أن لا مكان في تونس الحرية لقاتل أيقونة الصحافة العالمية جمال خاشقجي، وأن تونس التي تنعم اليوم بهامش متقدم من الديمقراطية وحرية الصحافة لا ينبغي لها أو لحكومتها أن تلطخ يدها وتصافح الجزار.
صحيح أن السبسي التحق بقائمة العار، حين فرش للقاتل السجادة الحمراء، و ارتضى مصافحته بثمن بخس، وعلى الضد من رغبة الشعب التونسي، إلا أن أطياف هذا الشعب الحر، كانت حاضرة بموقفها الرافض والساخط، وسجلت صحوة عربية لها ما بعدها. أحرار تونس وجدوها فرصة لكي يحاسبوا بن سلمان على مساره التطبيعي مع الكيان الصهيوني، فقالوا لا مرحبا بعراب التطبيع، وحامي حمى الدولة الحرام، فلم يعد سرا أن واشنطن وتل أبيب تعتمدان عليه قبل غيره في تمرير ما يعرف بصفقة القرن، التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء السلام الزائف.
وكما ندد الأحرار بانتهاكات ( المنشار مبس ) للحريات وحقوق الإنسان، والاعتقالات التي طالت ذوي الرأي في الداخل السعودي من مختلف التيارات، فإن حرب اليمن، كانت العنوان الأبرز في شعارات ولافتات التظاهرات الشعبية.
طغيان الملف اليمني على مشهد التظاهرات التونسية بدا عفويا وقويا في نفس الوقت، وجعل جرائم آل سعود بحق اليمن واليمنيين في صدارة دعوات محاسبة السفاح غير المرحب به في تونس، ولما لا فالبشاعة التي ظهرت بها جرائم العدوان السعودي على بلادنا، طافت الآفاق، وتصدرت العناوين الأولى لأخبار الصحف ونشرات وسائل الإعلام الدولية، وكان لا بد أن يتحرك الشارع العربي بعد ركود طويل.!، فشكرا أحرار تونس، وشكرا لكل الأحرار في مختلف بقاع العالم.