كلمة رئيس الاتحاد بمناسبة تكريم عدد من البرامج الإذاعية بالتزامن مع الذكرى 51 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر 1967م
Share
حين فكرنا بتكريم بعض البرامج الإعلامية المتميزة خلال هذه الحرب العدوانية على بلادنا، كنا نعرف ونعترف الآن أن المهمة ليست سهلة، فكل مؤسسات الإعلام الوطني وكوادرها هم أهل للتكريم وكل البرامج والمواد الصحفية والإعلامية التي تواجه التضليل والحرب الإعلامية كلها بلا استثناء تستحق جدارة التكريم..
غير أن اختيارنا لعدد ونماذج محددة من هذه البرامج الإذاعية تحديدا كان بهدف إضاءة المشهد الإعلامي الوطني، ولفت الانتباه إلى ثلة من الزملاء والزميلات كان لهم السبق في المرابطة والمثابرة والإبداع.
وإذ نكرم هذه النماذج الإعلامية، فإنه تكريم لكل إعلامي حر ولكل وسيلة إعلامية وطنية لم تدخر جهدا في سبيل تعزيز رسالة الثبات والصمود والانتصار.
اليوم والاتحاد يحتفل بهذا التكريم في ظل مناسبة عظيمة على شعبنا الذي قهر أكبر امبراطورية في زمانها وأجبرها على الرحيل صاغرة مشفوعة بالهتاف الوطني ” برع يا استعمار “، فإننا نؤكد من هنا بأن معركة الاستقلال اليوم ماضية على درب الفداء والتضحية من أجل يمن حر ومستقل لا يقبل بالوصاية أو الهيمنة الخارجية.
فالشكر والتقدير لأبطال الاستقلال الذين سطروا ملحمة يمانية وأعادوا للأمة العربية مجدها وكرامتها بعد الهزيمة المذلة في نكسة 1967، والوفاء لشهداء التحرير الوطني الذين قضوا في سبيل أن تنعم بلادنا وأمتنا بالوحدة والحرية وبالعزة والعيش الكريم..
الحضور الأكارم
نكرم اليوم برنامج يمن الصمود إدارة ومذيعين ومخرجين، لأنه كان ولا يزال الصوت الوطني الجهور في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا، وقد ارتبط هذا البرنامج المفتوح كما ارتبطت إذاعة صنعاء بالناس وبجمهور الصمود، وبالرجال الأبطال في الميادين والساحات والجبهات، فاستحق جدارة التكريم.
ونكرم البرنامج الإذاعي والتلفزيوني العدوان وحدنا، لأنه وحد الأثير اليمني تحت مظلة خمسة وعشرين إذاعة رسمية وأهلية رسمت لوحة وطنية زاهية، وأطلقت صوتا واحدا وموحدا في مواجهة العدوان ومواكبة الصمود الشعبي.
أما إذاعة سام إف إم التي تميزت على الدوام وسجلت خلال يوميات العدوان قصة كفاح ونجاح، فقد نظمت حملتين مهمتين الأولى باسم “حي على خير اليمن ” جمعت من خلاله مبلغا ماليا لا يستهان به دعما للجبهات، بينما اتجهت الحملة الثانية ” حي على خير الرجال ” إلى استقطاب المقاتلين المتطوعين، وتمكنت فعلا من تحشيد المئات من أبطال اليمن، فكان لزاما أن نكرم الحملتين والقائمين عليها.
الزملاء والزميلات
تأتي فعاليتنا هذه في ظل حملة استهداف كبيرة تحاول إسكات الإعلام الوطني، وفي المقدمة قناة المسيرة التي استهدفها تحالف العدوان ثلاث مرات خلال شهر واحد، وقد كان لوقفتكم التضامنية مع المسيرة أثره الكبير والمباشر على هذا التحالف، الذي خسر مرتين، مرة حين كشف عجز آلته الإعلامية الضخمة في مواجهة وسيلة وطنية يمنية واحدة، ومرة ثانية حين اضطر وخلال وقت قياسي إلى إعادة بث المسيرة على القمر الاصطناعي نايلسات، فالشكر والتقدير لكل من تضامن مع المسيرة وإعلامنا الوطني.
ومن اليمن نقول أيضا، شكرا أحرار تونس فقد حركتم المياه الراكدة عربيا، وكشفتم عوار مملكة منحطة يقودها إلى الهاوية قاتل خاشقجي وأطفال اليمن.
مرحبا مجددا بالجميع، ونعتذر سلفا عن أي تقصير
التحية لكل الإعلاميين الأحرار، ولا عزاء للخونة والمرتزقة والمعتدين
والــسلام عـليكم ورحــمة اللــه