لا شك في أنكم تعرفونه ..!
هل تذكرونه وتتذكّرونه ؟!
الصحفي الجزائري الأصيل الذي كان يدافع عن اليمن بقلمه وكان يشاركنا حياتنا وكان يعيش كل لحظة حتى كان أكثر يمنيّةً من كثير من اليمنيين..
توفي نهاية 2016 متأثراً بالمرض ..
ذكرته الليله فحزنت والله ..وكنت قد كتبت عنه نصّاً بُعَيْد وفاته رحمه الله فقلت في نفسي لأنشره ولندعوا له جميعاً بالرحمة ونقرأ الفاتحةعلى روحه كردٍ على جميله ..
قلت عنه حينها:
“ويأبى الصحفي الجزائري القدير فوزي حوامدي ابن بلد “المليون شهيد” إلا أن يرحل مودّعاً هذه الدنيا ومختتماً العام هذا بحزن عميق.
لقد كان حوامدي يمنياً ..لقد كان يارب يفرحُ لفرحنا ..ويحزن لحزننا؛ فلماذا أيها الموتُ لماذا ؟!
حوامدي الرجل الإنسان الذي وقف مع اليمن في محنتها وكان جبهةً تتوقّد شعتلها من الجزائر الحبيبة .
لا أكاد أفهم ،أو أتفهّم رحيل هذا القلم النبيل والكلمة الحرة إلا أن القَدر شاء أن يكون رحيل حوامدي لعنةً على هذا العالَم المنافق الخؤون .
أظن أن الرجل مات كمَداً وحزناً على حالنا وغيظاً على ما أصاب أُمّتنا من ذلٍ وصَغَار !
ولربما أراد فوزي بموته أن يشاركنا موتنا الذي نتجرّعه كل يوم ،، بل ..ولًكأن هذا الرجل النبيل الكريم أراد أن يشاطر أطفال اليمن ويقاسمهم موتهم. ففي تقرير لليونيسيف “كل عشر دقائق يموت طفل يمني” هذا الموت الكبير على الأطفال أصاب حوامدي بصدمة كبيرة فلم يستطع أن يحتمل كل هذا .
لمن لا يعرف حوامدي !!
هذا الرجل عربي أصيل وكاتب شجاع وقف مع اليمن في محنتها ومصيبتها كان يعيش معنا لحظة بلحظة ،يشاركنا أحزاننا وانتصاراتنا .
كم كان يفرح بعد كل عملية إطلاق صاروخ باليستي على العدوان !
تواصلت معه أكثر من مرة فوجدتُّه متواضعاً وبسيطاً جداً ،ومؤمناً بما يقول ويكتب .
إحدى المرات اختلفت معه جزْئياً _في موضوع وناقشته _وهو الصحفي الكبير فما كان منه إلا أن رد عليّ وتبادلنا الحديث بعدها قال لي( أحترم رأيك) ..فصدمت لتواضعه ولينه وبساطته .
وقف مع فلسطين ومع سوريا ومع كل ضحية ومظلوم ومع كل مقهور ومسحوق.
قلبه كبير وروحه عظيمة؛ فحين تقرأ منشوراته ومقالاته لا تكاد تعرف هل هو يمني أم سوري أم ليبي أم عراقي أم جزائري فهذا البلدان كلها موطنه وهي بيته !!
لم أكن أعرف أنه جزائري إلا من عبارته “من يجرأ يقول” التي كنت استمتع بقراءتها في منشوراته كتوقيعٍ له يختم به كلامه .
إن هذا المصاب لخسارة كبيرة _خصوصاً لنا نحن اليمنيين _ ..وفاجعة لي أنا شخصياً؛كيف لا وحوامدي كان الصديق الحميم للشعب اليمني والأخ القريب رغم بعده عنّا .
سلام الله عليك يا فوزي وإنا والله لفراقك لمحزونون .
أيْ ربّ ..الطف بفوزي وارحمه؛ فإنه كان يقف مع عبادك المظلومين فاغفر له ..
سأُصلّي لروح هذا الإنسان وسيصلي أطفال اليمن ونساؤه ..
سيصلي كل جريح وأليم ..ستصلي كل أُم ثكْلى،، ويتيم حزين ،وأرْملة مفجوعة ستصلي سماء اليمن وطيورها ويتوسّلون ويدعون الربّ أن يرحمك أيها الإنسان .
عزاؤنا لأهله الكرام ولأحرار هذا العالم، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإليه راجعون .”