هناك متلازمة ابدية للصراع باي نوع وحجم يكون ، وقد اسميتها بثنائية الخطاب والحراب ، ثباتها وانقلابها يشير الى الاستقرار او الازمة التي يعيشها او تعيشها أطراف الصراع ، وفي خندق الحق فان الخطاب غالب على الحراب ، وعند الباطل فان الحراب مقدمة على الخطاب ، ونجد الخطاب عند اهل الباطل ضعيفا مأزوما ومهزوما …
وهكذا هو الحال في الصراع الذي يخوضه الشعب اليمني المنتصر ، فنجد ثبات المعادلة بثنائية الخطاب والحراب ، ثقة بالله وبالنفس واستعداد منقطع النظير للتضحية ومعرفة بالعدو المعتدي اكثر مما يعرف نفسه ، وبعد اربعة اعوام من العدوان ، فان العدو الصهيوني واذنابه من الانظمة الرجعية من ال سعود والذين معهم من تحالف على الاثم والعدوان يكشفون عن ضعفهم وانهيارهم من خلال الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنين والابرياء ، وقد كانت جريمة حي المراقص في العاصمة الصامدة صنعاء دليلا قاطعا على انتصار الخطاب على الحراب …
كانت جريمة حي المراقص والغارة التي استهدفت بيت الزميل عبد الله صبري رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين دليلا قاطعا على رعب وقلق دول العدوان وخوفهم من اثر الحروف وهيمنتها على السيوف …
ففي بداية العام الخامس للعدوان بادر اتحاد الإعلاميين اليمنيين بعمل يساهم في استجلاب النصر وتوسعة مساحة الدعم والمناصرة للشعب اليمني من الاقلام الحرة التي وضعت بوصلة مواقفها في القلوب وليس الجيوب ، فمناصرة الحق وقضايا الشعوب تحتاج للأحرار وليس للمرتزقة والمتقلبين الفاقدين للعزيمة واليقين ، وهكذا سوف تسجل ذاكرة التاريخ لاتحاد الاعلاميين اليمنيين هذه المبادرة والعمل الوطني الذي يميزه عن باقي المؤسسات الثقافية اليمنية ، والتي منها ما يعيش حالة من السبات او انفصام الشخصية في الوقت الذي يتعرض له وطنهم للعدوان وابشع الجرائم بحق الانسانية ، فلا حياد ولا انقياد بل موقف واضح مع الحق حيث كرامة البلاد والعباد ..
وهكذا كان موقف اتحاد الإعلاميين اليمنيين ممثلا بشخص رئيسه الزميل عبد الله صبري الذي تعرضت حياتها للخطر وزف اثنين من ابنائه شهداء في ذمة الخلود مع الصديقين من الأنبياء والاولياء ، فالمجد ليس امرا هينا لكي يناله التنابل والعملاء المرتزقة ، بل المجد ثوبا مفصلا للاقوياء والمخلصين للصادقين بولائهم للوطن …
وهكذا هي الاعمال التي تحمل الصدق وروح المصداقية ، فانها اعمال تسر المؤمنين وتغيظ المنافقين ، وكانت ومازالت وستبقى مبادرة احرار اليمن من الإعلاميين وشهادتهم بحق زملائهم واخوانهم من المناصرين للقضية اليمنية واحدة من حالات انتصار الخطاب على الحراب … وقول الله سبحانه: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ، يمكن ان نستخلص منه رسالة للاحرار والمرتزقة ، ونقول ان بين الحياة والموت موقف اما ان يكون لك او ان يكون عليك ، فلا التاريخ سيرحم ولا الله سيغفر لمن تاجر مع الشيطان وارتضى بالعار والذل والهوان …
ان الشهادة تنتقي دماء من تريد
وليس كل ميت شهيد
فلا تحزن يا عبد الله بل افرح وابتهج لانتقاء الشهادة لنجليك وحزت بهما على وسامين من عالم المجد والكبرياء ، اوسمة لا ولم ولن ينالها المرتزقة والعملاء ولا ينالها المحايدون ، فإنه مهزوم ومأزوم عدو الحق الذي انهار امام الخطاب والتجأ الى همجية وعنف الحراب ، ولكننا مع الثقة بالله واليقين بالحق نرى ونتلمس انتصار الخطاب على الحراب …