حاول الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد عبثا أن يعقد مقارنة بين حرب بلاده في اليمن وحرب أمريكا في أفغانستان زاعما أن حربهم العدوانية على اليمن كانت ضرورة كما كانت حرب أمريكا في أفغانستان والحقيقة أنها كانت مجرد فتوة واستعراض عضلات لصناعة بطل أو ملك، وسوء تقدير بأن اليمن المكان المناسب وفي الوقت المناسب لصناعة البطل الملك.. فطالبان ضربت قلب أمريكا في أحداث سبتمبر المشهورة بينما أنتم منذ توقف الحرب السادسة إلى ما قبل العدوان لم ينلكم منا حتى طلقة طائشة واحدة.
كان بإمكان الراشد -لو أنه أراد -بدلا من هذه المقارنة الفاشلة، أن يرى في ورطتهم في اليمن ما يجعلها نسخة طبق الأصل من ورطة أمريكا في فيتنام من حيث المقدمات والمسوغات والاستراتيجيات والنتائج، فالسعودية قدرت كما قدرت أمريكا أن تفوقها العسكري والاقتصادي قادر على تحقيق أهدافها وفرض النتائج السياسية التي تناسبها، وأساءت تقدير ضعف اليمن سياسيا واجتماعيا وعسكريا كما أساءت أمريكا تقرير ضعف فيتنام، واعتمدت كما اعتمدت أمريكا على نخبة سياسية فاشلة وغير قادرة على خلق التفاف أو تأييد وطني، وتحاول تقسيم اليمن كما حاولت أمريكا تقسيم فتنام إلى شمال أو جنوب، وألحقت وستلحق بسمعتها ما الحقته حرب فيتنام بأمريكا من أضرار سياسية وأخلاقية وهزيمة عسكرية، وكما تحولت فيتنام لعقدة لازمت أمريكا حينا من الدهر، ستكون عقدة اليمن متلازمة نفسية وعسكرية لدول العدوان، وكما رضيت أمريكا بالخروج من فيتنام غنيمة، سترضى دول العدوان بالخروج من اليمن باعتباره نصرا مبينا.