إننا نعيش حياة ملؤها الظلام الدامس، والجور إلى درجة أن الإنسان يتمنى الموت لكي يتخلص منها ومن جبروت الجباريين وطغيانهم وظلمهم فهم يحطمون القيم بطرق مختلفة وينشرون الإباحية ويحاربون كل من يدعوا إلى الله جل وعلا.
فكيف نعيد البشرية إلى حياة الرسول صلى الله عليه وآله! إلى تلك الحياة المليئة بالسعادة الروحية والهناء المادي ؟؟
بضرورة وجود مجموعة من الناس الذين لا يهابون قوة ويحملون رسالات الله والذين قال عنهم عزوجل “الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله” ووجود مثل هؤلاء كفيل بإعادة البشرية إلى تلك الحياة السعيدة القائمة على القيم والمثل الإلهية.
ثانياً /أن نتحدث للعالم عن حياة الرسول وإنجازاته ترى كم كتبنا عن شخصية الرسول الأعظم وهل نحن في المستوى المطلوب للكتابة في هذا المجال لقد كُتبت وأُلفت الكثير من الكتب من قبل المستشرقين وهم يكتبون كأعداء، ويتكتمون على الكثير الحقائق فأين نحن من الرسول صلى الله عليه وآله وأين نحن من الإمام السجاد عليه السلام الذي كان يقول:( كنا ندرس مغازي الرسول صل الله عليه وآله كما ندرس القران)!.
فالفلاسفة والمؤرخون والمفكرون كلهم يعترفون أن الحضارة الأوربية هي من اشعاعات الحضارة الإسلامية والآثار الإيجابية في الحضارة البشرية إنما هو بفضل تعاليم الإسلام فالمذهب البروتستانتي – على سبيل المثال – الذي أسسه( لوثر كينغ )إنما تأثر بالنظرة التوحيدية الإسلامية وهذه النظرة هي التي دفعت بالحضارة الغربية إلى هذا المستوى من التقدم والرقي.
وأما فيما يتعلق بالعلوم التي انتقلت من الأندلس الإسلامية إلى الغرب بصورة مباشرة فالحديث عنها مفصل ومتشعب ومثبت في كل الكتب التاريخية والغرب يعترف بذلك ولكن هذا ليس الشوط الأخير في سلسلة الحلقات المتصلة بهذه الرحمة الإلهية اي ان الحضارة البشرية لم تستطع بعد أن تستمد كل النور والهدى من حضارة الإسلام فالذي استفادته البشرية من القرآن الكريم ومن النبي صلى الله عليه وآله إنما هو بصيص من النور.
والجدير ذكره في هذا المجال أن أحد المفكرين الفرنسيين – المعروفيين- كتب كتابا تحت عنوان( آفاق المستقبل) يقول فيه أن مستقبل البشرية مهدد لأسباب عديدة، وأن الأمور إذا سارت على هذا المنوال فإن مستقبل الحضارة البشرية سيكون في خطر عظيم، وأن لا أمل للبشرية سوى أن يأتي شخص مثل محمد صل الله عليه وآله الذي أنقذ البشرية في يوم من الايام وغير مسارها وعندما كتب أحدهم كتابا عن حول أعظم شخصية في العالم يختار شخصا ً واحداً من بين الشخصيات الكثيرة التي ظهرت على مر التأريخ ألا وهو رسول الله محمد صل الله عليه وآله، ذلك لأنه لم يأت إنسان عبر التاريخ المديد للبشرية ترك أثرا إيجابيا على مسيرة الإنسانية كالنبي صل الله عليه وآله وهكذا جاء إلى البشرية أخيراً المنقذ الذي لا ينقذ منطقة واحدة فحسب، أو جيلا خاصاً، بل ينقذ العالم وعلى امتداد الأجيال ويملأ نوره الخافقين وسيبقى هذا النور يشع ويمتد شعاعه حتى يظهر الحق الموعود حبل الله المدود
إذا ً فالذي يجب علينا فعله أن لا تغيب عن أذهاننا هذه الحقيقة وهي أن العالم ظمآن والذي يروي غليله ليس إلا رسالة الإسلام رسالة رجل التاريخ الأول رسالة محمد بن عبدالله صل الله عليه وآله وسيرته والكتابة عن حياته للعالم قائلين بملء افواهنا هذا هو النبي الذي ندعوا إليه ولنعلم أن مسؤوليتنا خطيرة وواجبنا عظيم في هذا المجال هو أن نزرع الأخلاق الحسنة في ربوع هذا العالم، شريطة أن نتحلى نحن بها اولا ثم نكون المثل الأعلى لهذه الأخلاق ونبشر بها كل الشعوب فلو عرفت البشرية ماذا تعني رسالة الإسلام حقا لتنبهت إليها واهتمت بها، فالرسول صل الله عليه وآله جاء ليفصل للناس رسالات الله وليبين العلم الحقيقي ويعفو عن كثير، ويخفف عن البشرية اعباءها كما قال تعالى “قد جاءكم من الله نورٌ وكتاب مبين” المائدة /15 فالنور هو النبي صلى الله عليه وآله، وهذا النور في إشعاع أبدى.