هل آلمكم مشاهد تدمير سلاحنا بأيدي الأمريكان والخونة! الغفلة عن تحذيرات السيد حسين أكثر إيلاما؟
Share
إبراهيم الوادعي
مشاهد أكثر من صادمة لتدمير صواريخ الدفاع الجوي التي كانت لدى الجيش اليمني بإشراف أمريكي مباشر ومساعدة الخونة الذين كانوا يمسكون بزمام السلطة في البلاد.. كان يمكن لتلك الصواريخ التي دمرها ضباط أمريكيون بمشاركة الخائن عمار يحيى صالح أن تفعل الكثير في حماية السماء اليمنية، وأن تحمي آلافا من السكان من غارات الطائرات المعادية السعودية والإماراتية وسواها.
على وسائل التواصل الاجتماعي ابتلع من تبقى من أنصار الخائن عفاش ألسنتهم، وعاشوا ليلة صمت وربما مراجعة لمواقفهم إن عاد فيهم من رشيد، فالجرم الخياني على قدر كبير من الخطورة، وموثق بالصوت والصورة.
وشتان بين من ظهر في الصور – الخائن عمار يحيى صالح – وهو يضحك إلى جانب الأمريكيين وهم يقومون بتدمير سلاح جيشه ليستباح اليمن، وبين من قضى شهيدا – البطل عبد العزيز المهرم – وهو يطور سلاح (ثاقب 1) يحمي به شعبه ويحمي اليمن، ومن لايزال في قلبه مرض فهو ممن ران على قلبه ولا صلاح يرتجى منه بعد.
مشاهد الخيانة الكبيرة وفصولها الأولى في منطقة الجدعان كانت حلقة من بين حلقات بدأها الأمريكي مع الخونة بدءا من عفاش، وتواصلت مع الخائن هادي وحكومة الإصلاح حيث دمرت في عهدهما أعداد من صواريخ سكود، على أرض محافظة أبين بإشراف السفير الأمريكي، بناءً على ما أقرته لجنة إعادة هيكلة الجيش في مرحلة ما بعد المبادرة الخليجية وانتخاب هادي والتي شملت خبراء فرنسيين وأردنيين وأمريكيين هدفت في جوهرها لإضعاف الجيش وحل أبرز ألويته.
وأقرت بقاء صواريخ باليستية بحوزة الجيش اليمني من صواريخ سكود وتوشكا تقل مداها عن 70 كيلو متر وسحب ما يزيد عن تلك المسافات من صواريخ توشكا 120 كيلو وسكود وموسودان التي تتراوح مدياتها بين 200 و320 كيلو متر، وجاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م لتوقف ذلك المخطط الجهنمي، الذي أقر بداعي تأمين دول الجوار وتحت شماعة “القاعدة”.
في 2003 وما بعدها أطلق الأمريكيون في اليمن وعملائهم مشروعا طموحا أيضا، كان يبدوا ضمن نطاق المستحيلات الا انهم بدأوا بخطواته الأولى وهو سحب السلاح الفردي والمتوسط من أيدي المواطنين والقبائل وكانت تقديرات الأمريكيين تشير إلى 50 مليون قطعة سلاح، خصص للمرحلة الأولى حينها 200 مليار ريال، وبدأ تنفيذها فعلا، والشماعة كانت أن هذه الأسلحة تعيق تحول اليمن إلى دولة مدنية عصرية بحسب أنباء وكالة سبأ لمن يريد التحقق بالعودة إلى إرشيفها أو وثائق ويكيليكس.
من اتخذ قرار إطلاع الرأي العام على هذا الجرم الخياني، في غمرة الابتهاج اليماني بإنتاج أجيال منظومات الدفاع الجوي والتمكن من التصدي لطائرات المعادية بعد خمس سنوات من استباحتها السماء اليمنية، كان موفقا جدا، وأحدث الصدمة المطلوبة لدى الشعب الذي أفاق على حقيقة أن ثورة 21 سبتمبر لم تأت بالنار إليه كما روج أعداؤها، بل كانت النار بدأت تحرق أطراف ثوبه وأتت ثورة 21 سبتمبر لتنقذه قبل أن تأتي عليه النار وهو في سبات عميق، ويصحو وقد أصبح تحت الاحتلال لا يجد ما يدفع به عن أرضه وحرمه.
ما شاهدناه على شاشات التلفزة لسلاحنا وهو يدمر بأيدي الأمريكيين والخونة ليس سوى قمة جبل الجليد، وهي بالأحرى تعيدنا إلى الصرخات التحذيرية الأولى للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والتي أدرك الأمريكيون خطورتها فلم يمهلوه بالحرب، مشاهد تدمير صواريخ الدفاع الجوي بالجدعان وهي واحدة بين أربع عمليات تدمير مماثلة جرت بعد قتل السيد حسين من قبل منظومة الخيانة في البلد وبإشراف وطلب أمريكي.
وفي أبرز تحذيراته سلام الله عليه منذ العام 2002م مستشرفا ببصيرته الثاقبة خطط الأمريكيون لما نعيشه اليوم:
” أن هناك خطط للأمريكيين في اليمن، للهيمنة على اليمن. مثلما أن محاولة أن يزور سوق السلاح ثم في الأخير ترى أنواعاً من السلاح تغيب، وترتفع أثمانها، يعني ماذا، يعني أن هذا يدل على أن هناك خطط لليمن، للهيمنة على اليمن، وأن يوصلوا اليمنيين إلى درجة ألا يجدوا ما يدافعوا عن أنفسهم به. ولهذا السفير الأمريكي عندما يزور سوق السلاح مثلاً في الطلح، ثم بعد ما يغيب ما تدري وغابت أشياء، وارتفعت أسعار أشياء، هل هو زعم بيغثيه أن اليمنيين لا جوهم يتراموا فيما بينهم! أنه يريد الحفاظ على أمن اليمنيين، لا.. هم هؤلاء يعطوا إسرائيل الأسلحة المتطورة والفتاكة لضرب الفلسطينيين، ما بيغثيهم الأطفال والنساء الذين يصرخون أمامهم في كل شارع وفي كل مدينة. هل السبب أنهم رحيمين بنا، يريدوا من أجل أمننا، لا يكون هناك أسلحة يكون الناس يتقاتلوا؟ يكونوا يتضاربوا فقط، لا عاد يتراموا؟ ليست لهذه. يريدون أن يجردوا اليمن من أسلحته، من المواطنين، من أجل فيما بعد، عندما يكون لهم مخططات عندما يكون لهم أهداف يمشوا في تنفيذها، يكون اليمنيين عاجزين عن أن يدافعوا عن أنفسهم وعن أن يواجهوهم، وكل هذه تحصل
ونحن مشخرين، لا يوجد عندنا تفكير، ما عندنا تفكير أنه يجب أن تكون كلمتنا واحدة، يجب أن نعتصم بالله، نرجع إلى ديننا، يجب أن نعد ما نستطيع من قوة للدفاع عن ديننا وعن بلادنا ” (ملزمة الشعار سلاح وموقف) .
” سحب الأسلحة هذه كل ابوها، يسحبوها كلها، ويعملوا على سحبها، والهيمنة على المناهج؛ ليغيروا المناهج، ويثقفوا هذا المجتمع الكبير، في المدارس الحكومية: الأساسية، الثانوية، الجامعة. أليس هذا عمل من لديه فكرة أن يحتل؟ إذاً يجب أن نفهم نحن على الأقل، نفهم نحن أولاً أننا فعلاً أمام أعداء يريدون أن يحتلوا، ويحاربوا ديننا فعلاً؛ لأنه عندما نسكت سنسكت عن أعداء رهيبين يتجهوا لأن يجعلوا هذا القرآن قراطيس، وقد جعلوه لحد الآن قراطيس، نحن وإياهم، لم نعد نجعل له قيمة في الحياة، ولا في حركتنا على أساسه.” (ملزمة آيات من سورة الكهف).
” هم يعرفون بأنه من الناحية المادية فيما يتعلق بقدرات عسكرية بأنه لا يوجد توازن ما بين الناس وما بينهم يمتلكون أن يضربوا الناس من علوٍ شاهق ومن بعد مئات الأميال صواريخهم ومن أعماق البحار من الغواصات ومع هذا كله مع هذه الإمكانيات ليس لديهم جرأة مواجهة مسلحة هكذا يعتمدون بشكل أساسي على الطرق الأخرى، بحيث أنهم لا يبدون على أمة من الأمم أو شعب من الشعوب إلا وقد ضرب أساساً قد هو منتهي، قد هو منتهي]. ولهذا تجدهم على الرغم من أسلحتهم المتفوقة ما يزال يخاف من البندق هذا السلاح الشخصي، أليسوا يطوفون الأسواق ليروا إذا فيها أسلحة؟ ويجلسون يحاولون كيف يلفقون تلفيقات لسحبها (الدرس الرابع عشر دروس رمضان).
” عندما أقول لك عن وجود الأمريكيين: هم دخلوا عسكر ومعهم أسلحة ودخلوا بقطع من الأسلحة إلى اليمن، هم ماذا يريدون أن يعملوا؟ هم يشكلون خطورة على اليمن فتقول لي: لا.. هم جاءوا من أجل أن يحاربوا الإرهاب ويساعدوا الدولة اليمنية في محاربة الإرهاب. ألست هنا تقبل كلام اليهود أكثر مما تقبل كلامي، وأنت تسمع أنهم دخلوا بشكل عساكر ومعهم أسلحة وسفن حربيه قريبة من الساحل.” (ملزمة لا عذر للجميع أمام الله)
ولا عذر لنا بعد ان تبينا صدق تلك التحذيرات التي تغافلنا عنها في سابق السنين حتى رأينا الضحايا، بأم العين، رأينا النساء والأطفال صرعى تحت أنقاض المنازل بقصف الطائرات الأمريكية والغربية..