وأمريكا الآن – كقوة متسلطة ظالمة – في طريقها إلى الموت، لن نسخر من تاريخها، رغم امتلائه بدماء ومجاعات غالبية شعوب العالم، وتلطخه بالدسائس الماسونية الصهيونية والسكسونية، منذ أنشأتها تلك القوى الخفيّة، المتمثلة بالماسونية وما خلفها من تسميات ومنظمات دولية، وشركات متعددة / متعدية الجنسيات، تدير الاقتصاد العالمي، عبر إنماء وفرض الهيمنة الأمريكية، بطريقة تجويع الشعوب وإرهابها، لتنمو استثماراتها، في جميع المجالات المشروعة وغير المشروعة.
فليست أمريكا بالنسبة لها سوى قفازات، بعد تجنيد وتدريب وإيصال من تريد إلى المراكز القيادية الحساسة، وليس ذلك داخل المسميات القيادية الأمريكية فحسب، بل وداخل أنظمتنا العربية، وكافة دول العالم.
لا نكن إلا الاحترام للشعب الأمريكي، الذي استفاق من غفلته، بعد أن بلغ لديه الصبر حدّاً لا يُطاق، فانقض على مستغليه، لعقود وعقود، لم يسيطروا عليه إلا من خلال بث الخوف والإرهاب بشتى أنواعه، حتى بلغ بالإدارة الأمريكية الحالية أن تلعبه على كافة شعوب وأنظمة العالم، عبر الحروب، والأزمات الاقتصادية، وعبر الحرب البيولوحية، بتصدير الفيروسات، وآخرها ( فيروس كورونا ) وخلق هالة إعلامية كبيرة حوله، لإرهاب العالم.
اليمن هو من أسقط هيبة أمريكا، بإسقاط سمعة السلاح الأمريكي، والتخطيط الأمريكي، والدعم اللوجستي الأمريكي، والإرادة الأمريكية، وحين أدركت الإدارة الأمريكية والأيدي الخفية التي من ورائها سقوط أمريكا في مشاعر ووجدان العالم، أرادت خلق خطر جديد، خطر يهدد العالم، ويحبس الناس في منازلهم، فكانت لعبة ( كورونا )، واشتغلت آلتها الإعلامية على هذه اللعبة، ولنتذكر أحداث 11 سبتمبر 2001 ، فلم تكن تلك اللعبة إلا مقدمة فقط لما يجري الآن.
الشعار يُتَرجَم عَمَليّاً
يعتقدون أن تخطيطاتهم ومؤامراتهم التي تخفى على البشر سوف توصلهم إلى ما ينشدون، لأنهم كفروا بالله تعالى، خالق هذا العالم ومن فيه، وهو حارسه وحاميه، ويقيض لهم من يقوض على رؤوسهم كل ما بنوا من وسائل لإذلال البشر، واستعباد الإنسان، ( يمكرون ويمكر الله ) ، فمن حيث حسبوا النجاح يأتيهم الفشل، ومن الكأس نفسه يجرعون الآن.
كان الكثير منا يتصور انهيار دولة الكيان الصهيوني قبل أمريكا، فإذا بالشعار ( الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل ) يتحقق بالترتيب الذي ألهم الله به الشهيد القائد لإطلاقه، وهو القائل : اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في عدة أماكن. ومع انطلاق الصرخة، بدأت أمريكا بالسقوط.
رجل يشاهد المستقبل
ماتت أمريكا، ماتت إسرائيل، والمسألة مسألة وقت فحسب.. لقد شاؤا أن يلعبوا بثورات الربيع العربي، فإذا بهم يلعقون بقايا سُمهم، في كؤوسهم التي جرعوا بها الشعوب العربية، ليميتوا فيها كل روح للحرية، ويبقوها تحت السيطرة، وفي أيدي وسائلهم، (فئران الأنابيب)..
وأذكر هنا كم كتب سيدي العلامة سهل إبراهيم بن عقيل ، عن قيام شعوب دول الاستعمار القديم والجديد، بالثورة والانقلاب على حكامها، كتب ذلك في كثير من المقالات، نشرتها صحيفة الثورة، منذ 2017 ، وربما قبلها، وذكر أن التظاهرات الأولية التي حدثت في حينه، ما هي إلا مقدمات انهيار تلك الدول والأنظمة.. وكنا نقرأ ما يكتب فنؤمن به، باعتبار ذلك جاء من عالم درس السياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى علوم الدين، وبرع في أمور شتى، كالتاريخ والأدب وغيره، وهو صاحب خبرة وتجربة حياة.. مالم يكن الكثير منا يعلمه، أن الرجل يشاهد.. يشاهد المستقبل.
ستزول أمريكا باعتبارها القطب الأوحد، وستبرز قوىً جديدة، وعلينا أن نُعد أنفسنا للمرحلة القادمة، كي لا نظل هامشاً، تتلاعب بنا رياح القوى العظمى، و ( عواصفها ).
لن نقبع كالبلهاء، التابعين لقوىً همجية متسلطة، لا تقدر معنى الإنسانية التي نقدرها نحن مهما تباينت الأديان واللغات، والألوان والتقاليد، ولنا إرث إنساني سام، تركه لنا نماذج مضيئة من قادة الفكر والعقيدة والسياسة، وأبرزهم الإمام ( علي ) عليه السلام، فهو القائل : ( الناس إما أخٌ لك في الدين أو شريك في الإنسانية)
وقبل أن تلتف تلك الأيدي الخفية، فتصنع قطباً جديداً، تسخره لاستعباد الشعوب، وزيادة معاناتها، يجب أن نتلف خيوطها وهي ما تزال طرية، فإن المستقبل لنا، وليس لهم.. هذا ما نؤمن به ونعمل عليه متوكلين على الله، ولا شيء غيره، آخذين بكل الأسباب، مستعملين لكل الوسائل الإنسانية المشروعة، جاعلين هدفنا تخليص البشرية من نير العبودية، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)