مما لا شك فيه ولا يقبل التأويل أو المزايدة أن ثورة الـ٢١ من سبتمبر هي ثورة شعبية وطنية سلمية بامتياز تصدرها أنصار الله بقيادته الوطنية ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والتي انطلقت مبادئها وأهدافها في تحقيق العيش الكريم لهذا الشعب في ظل الفساد والنهب المستمر لثروات الوطن على مدى عقود والذي تزعمه النظام السابق وحلفاؤه من تنظيم الإخوان في بلادنا والذين كانوا جميعا عبارة عن أدوات بيد النظام السعودي..
فعلى مدى عقود ظلت اليمن مجرد حديقة خلفية للنظام السعودي وبعض الدول الاقليمية والتي جميعها أدوات وأذرع للتدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي اليمني.. فواقعنا خلال تلك الحقبة التي سبقت ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م وبالتحديد عقب ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م جعلت من اليمن مجرد تابع لقوى إقليمية حرصت على شراء الولاءات وافساد الذمم ومنح الميزانيات والامتيازات لعصابات من المشائخ والمتنفذين الذين كانوا دولة داخل الدولة التابعة لهم أصلاً فسيطروا على كل شيء وتحولت الدولة ومؤسساتها إلى إقطاعات لذوي النفوذ والمشائخ فيما ظل شعبنا اليمني خارج دائرة الاهتمام والرعاية يعاني ويلات الفقر والجهل والمرض والصراعات المفتعلة والمنظمة.
ونتيجة لكل تلك الممارسات والسياسات التآمرية على هذا الشعب من قبل النظام السعودي وأدواته في الداخل ممثلة بالنظام الذي انتجته المبادرة الخليجية خرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه وفي جميع المحافظات في الرابع من شهر أغسطس تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي دعا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج الثوري الواسع لتحقيق ثلاثة أهداف:
-إسقاط الجرعة -إسقاط حكومة الوصاية -تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فكان للقائد والشعب ما أرادوا وخرجوا لأجله بثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م وسقوط قوى النفوذ والعمالة التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي والميداني في اليمن.
وتوجت الثورة بتحقيق أهدافها ونجحت في إسقاط مشروع التفتيت والتقسيم وإسقاط مخطط هيكلة الجيش وتدميره وكذلك إسقاط حكومة المبادرة الخليجية وأدواتها.. يمنية شعبية خالصة استطاعت إسقاط الوصاية الإقليمية «السعودية» على اليمن التي أعادت إنتاج النظام السابق تحت إشراف دولي بالمبادرة الخليجية. كما كان لهذه الثورة أيضا الفضل في إسقاط الوصاية الدولية على اليمن التي كانت عبر قرارات مجلس الأمن وما يسمى الفصل السابع والذي كان الغرض منه هو حماية نظام المبادرة الخليجية والذي كان يريد الخارج من خلاله وعبره تمزيق اليمن وتجزئته ونشر الحروب والفوضى .
وبانتصار ثورة الـ٢١ من سبتمبر أسقط اليمنيون الوصاية الاقليمية والدولية التي كانت تهدف إلى تجزئة اليمن وتدمير شعبه بواسطة عملائها من الداخل من المفسدين وعصابات السلب والنهب عبر الفلتان الأمني وتغذية الصراعات والاغتيالات وغيرها.
إن ثورة ٢١ من سبتمبر أعادت الاعتبار للشعب اليمني بالسعي إلى إقامة نظام سياسي يعبر عن الشعب وليس عن مصالح الخارج وذلك بإحداث التغيير السياسي الإيجابي وإقامة الدولة العادلة الكريمة الحرة المستقلة حتى يتمكن اليمنيون من استعادة سيادة بلدهم والتخلص من التدخلات الخارحية والقضاء على الوصاية بشقيها الإقليمي والدولي..