تمت صفقة تبادل الأسرى مع جانب المرتزقة وتحالفهم برعاية أممية تنفيذاً لمشاورات عمان واتفاق سويسرا ولكن لم تنته الدروس والقصص عن رجال الحرب والسلم معاً.
وعلى خلفية الزخم الذي لا يوصف في استقبال القيادة والشعب لأبنائهم الأبطال من أفراد الجيش واللجان الشعبية الذين كانوا أسرى لدى المرتزقة.
كانت المفارقة بين الثرى والثريا وكان الفرق واضحاً ولا يحتاج إلى توصيف أو توضيح، هنا تعاملت الدولة مع رجالها الأبطال بكل مسؤولية وعظمة، هنا أدرك العدو قبل الصديق أن في صنعاء قيادة ودولة وشعباً عريقاً يستحال أن يساوم عليه أو التقليل من مستواه، بعكس ما تم من قبل المرتزقة مع أسراهم الذين سيحرص البعض رجوعا إلى صنعاء العاصمة.
وعلى وقائع الأسر التي وقعت للمرتزقة خاصة، وهذا ليس بغريب أن ينقلوا حسن معاملة الأسرى في صنعاء وكيفية قضاء مدة أسرهم ورجولة معتقليهم وصدق ووفاء أنصار الله الذين دستورهم القرآن ومسيرتهم الخير وإنسانيتهم المشهود لها، فلا تدليس أو تزييف أسراكم في قبضتكم اجلسوا معهم.
واستفسروهم عن كل التفاصيل في رحلة الأسر عند رجال الرجال واحرصوا على فهم الوقائع وإن لم تجاهروا بها احتفظوا بها لأنفسكم فطال الزمان أم قصر سيعلم الجميع من هم الدولة.
والقيادة ومن هم المرتزقة والفصائل والمليشيات، ونراهن بقيادتنا ومجاهدينا بطيب الأخلاق ورقي المعاملة، هذه هي تربيتنا وهذه سجايانا فلسنا من نعذب الأسير ولا ننزل من كرامته وتعلمون، ويعلم الجميع حين قال مذيع العدوان للأسير: هذا التشويه الذي عليك نتيجة تعذيب أنصار الله لكم؟ فأجاب الأسير وإعلام العدو ينقل: لم يعذبونا ولكن نتيجة قصف الطيران لنا في مقر حجزنا فبهت الذي كفر بالحقائق.
ستروى القصص للأجيال ممن كانوا محتجزين أسرى حرب لدينا وتنقل الحقيقة للأبناء وترشدهم إلى طريق الحق لأننا دائما لا نريد أحدا يكون أحسن منا سوى أبنائنا وسيرشدون أبناءهم أينما كانوا عن طريق صنعاء والهجرة إليها عائدين إلى حضن الوطن.
وسيعكس ذلك السلوك النبيل الذي تعامل أنصار الله مع جميع الأسرى وأن المفهوم كان مغلوطاً في عقولهم ويدركون الحق ويأتون إليه مسلمين لله وللقيادة مسيرة الخير والعطاء والقيم التي هي مسيرة أبناء الوطن ككل وليست لفئة أو لأسرة أو قبيلة كما يحكي أبواق العدوان ومرتزقتهم.
ما تم تنفيذه تم، وما بقي سوى ذكرى المعاملة والتعامل مع الملفات وخاصة ملف الأسرى، فعندما تكون من الوطن تأتي لتفاوض على أبنائه، هذا جانب، وجانب آخر أن تبيع أسرى لدول العدوان من أبناء وطنك وجلدتك، بماذا نعبر وماذا نقول والمفارقة واضحة، لكننا يجب أن نقول أنَّ من أتى إلى صنعاء من الأسرى المفرج عنهم وفق صفقة التبادل فهو من خيرة رجال اليمن.
وسيذكر التاريخ ماذا أعطى لأجل الكرامة والعدو يعرف صلابة الأبطال في سجونه ويعرف صمود الأسرى الوطنيين رغم التعذيب والمعاملة السيئة واللا إنسانية فكانوا الأسرى مثل ما عهدناهم باقين على العهد ما بقينا وما داموا، وليس بغريب فلنا رجال نعرف معدنهم وكبرياءهم في وجه العدو.
دروس كبيرة وعظيمة سيتعلمونها جيداً سواء كانوا تحالفاً أو مرتزقتهم من صمود رجالنا في سجونهم أو من حسن معاملتنا لأسراهم وقد يعلوهم الكبر أن ينطقوا بكل جميل عنا.
فتحية إجلال وإكبار لأولئك الأبطال من أفراد الجيش واللجان الشعبية في كل مواقع الشرف والبطولة، مثمنين تثميناً عالياً كل ما يقدمونه لأجل الوطن.