ملَّت مسامعي من ضجيج وسائل الإعلام المختلفة عن آخر الرقصات الترامبية لنتائج الانتخابات الأمريكية المحسومة سلفا، فكأن شغل الإعلام الشاغل الترويج لهذه المسرحية وتجاهله للقضايا الخطيرة على مستوى الساحة العربية والإسلامية والتي من المفترض أن يتناولها .
العجيب أن بعضاً من البسطاء أو الذين تأثروا بمخرجات مطابخ الإشاعات الترامبية قد تحول دورهم للترويج بأن رحيل ترامب من البيت الأبيض يترتب عليه تغيير إيجابي في السياسة الأمريكية تجاه الأمة الإسلامية ولم يخطر ببالهم ان السلف والخلف هما متصهينان من القاع للنخاع ولديهما برنامج استهدافي يتناوبان على تنفيذه في المنطقة العربية .
من وجهة نظري ان المواقف الأخيرة لهذا المعتوه قد تكون مسرحية واهية ووهمية لأن الغرب حائز على شهادة الجودة بإخراج مثل هذه المسلسلات بل يسعى الأمريكان من خلالها لتحقيق بقية مصفوفة الأهداف التي تعثر تنفيذها خلال هذه الفترة وما قد ارتكبه ترامب وقراصنته بحق المنطقة الشرق أوسطية يعد كارثيا والغرض من هذه الضجة في البيت الأبيض تحقيق العديد من الأهداف لترميم الوجه المشوه لأمريكا والتي من ضمنها التالي:
:: إعادة إنتاج المشاريع الخداعية ليتمكن الأمريكان من تحقيق بقية الأهداف التي تعثر تنفيذها خلال مرحلة ترامب على غرار اللعبة التي تمت في عهد سلفه لكون المؤسسات الأمريكية لديها ادراك ان مخرجات الإدارة الترامبية قد جلبت كراهية لها في البلدان والشعوب المستهدفة وليس امامها سوى صناعة مسرحية تعيد ترميم الوجه المشوه لأمريكا بما يمكنها من استكمال بقية الأهداف .
لكي تتمكن واشنطن من التعتيم على الدور الخطير الذي تقوم به راهناً في الشرق الأوسط تجلى ذلك من خلال تحركات عسكرية أمريكية ومشاركة بريطانيا وإسرائيلية كما هو الحال في البحر الأحمر والعربي وصولا إلى الخليج الفارسي ..
_لأن مستجدات الاحداث التي تشهدها دول المنطقة خصوصا فيما يتعلق بالجرائم المتواصلة بالعديد من دول المنطقة ومنها اليمن تحمل بصمات أمريكية بحيث لا يلتفت السواد الأعظم من أبناء المنطقة العربية والإسلامية لتلك المشاريع الخطيرة والمستمرة للغرب في المنطقة سواءً كانت عسكرية أو غيرها، بما في ذلك دور الناتو باستكمال مشاريع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي مع الكثير من دول العالم العربي والإسلامي .
ما ينبغي أن يدركه الجميع هو أن من يتولى رئاسة أمريكا على مر التاريخ السياسي لا يحكم من ذاته بل هناك مؤسسات تصنع القرار وتتولى تنفيذه وتظل مهام الرئيس فقط الاشراف على التنفيذ .
وتلك المؤسسات تعي تماما أن ترامب استطاع تنفيذ المخططات الإجرامية التي صنعتها وبنفس الوقت اشرف هو على تنفيذها في العديد من بلدان الشرق الأوسط ترتبت عليها كراهية لأمريكا من قبل شعوب المنطقة وهذا لا يخدم استمرارية المصالح الأمريكية مع ان تلك المؤسسات لا ترغب بفقدان تلك المصالح بل تضع المشاريع الناعمة لضمان بقائها وليس أمامها سوى صناعة مثل هذه المسرحيات وتسخر ماكنات الإعلام للترويج والضجيج ليوهموا العقل الجمعي في العالم العربي والإسلامي بأن السبب هو ترامب وليس النظام الأمريكي وكافة مؤسساته بحيث يتسنى لهم تسويق الوهم في البلدان المستهدفة ويوهموا المجتمع الدولي ان واشنطن هي ذاتها تدفع فاتورة وأخطاء ترامب وليست المؤسسات أو الشعب الأمريكي .
إذاً عند كل ذي عقل فإن النظام الأمريكي قبل وبعد ترامب سواءً كان بلون الديمقراطي أو الجمهوري هو المسؤول عن مجمل الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق شعوب المنطقة ومنها اليمن .
لا يغيب عن البال ان بعض دول العالم العربي والإسلامي لازالت تتكبل فاتورة كبيرة بسبب السياسة الأمريكية ذات الطابع المتوحش ومنها إيران واليمن مع بقية محور المقاومة، الأمر الذي جعل شعوب المنطقة تمقت وتزدري أمريكا وبقية الدول الأعضاء في الناتو لأن ثقافة الغرب معادية للإنسانية والإنسانية خارج أوروبا والكوكتيل الغربي +إسرائيل هم المستفيدون في الأول والأخير من كافة الاحداث التي تشهدها بلدان الربيع ويعد الأمريكان هم اكبر المستفيدين من ذلك ولا حصر لما قد نهبوه ودمروه واستحوذوا عليه واللصوصية الترامبية هي في صدارة اللصوصية الدولية ويكفي الاستدلال بما تم الإعلان عنه ان نسبة الأرباح بلغت المئات من المليارات وخلفت جراحاً عميقة في بلدان الربيع .
المؤسسات الأمريكية أصبحت اليوم تشعر بغيض وغبن الشعوب المستهدفة وتخشى توقف تلك المكاسب غير المشروعة التي تحققها الأمر الذي يدفها لاستخدام المغالطة والتضليل لكي تستمر في مشاريعها الإجرامية واللصوصية، فكما تلذذ ترامب بارتكاب جرائم بحق اليمن وغيرها، ستجد بايدن ربما يستلذ اكثر لكن عبر مسلسلات إجرامية لاحقة قد ترتكبها إدارته والكثير سوف يصلون لقناعة تامة بأن إدارة بايدن لا ترغب بالتوقف عن استكمال تنفيذ مخطط سلفه .
لا غرابة ان تصنع الحيل الحلزونية لتستمر في بيع الوهم والخداع لبلدان المنطقة تكون مخرجاتها وعياً مشوهاً كما هو الحال في العالم الثالث لكون البصمات الإجرامية لواشنطن أصبحت شاهد عيان.
لهذا السبب واشنطن تريد ان تسوِّق الوهم والتبرير لتقول ما ذنب النظام الأمريكي ومؤسساته بما ارتكبه ترامب، فنحن اليوم نواجه حماقات هذا المعتوه حتى في الداخل الأمريكي لكي تتنصل عن تحمل تبعات تلك الجرائم الترامبية، لكن هذا لا يعفي الإدارات الأمريكية السابقة واللاحقة من تحمل المسؤولية .
المعتوه ترامب يدرك انه خسر الانتخابات وخسارته تعني خسارة للجمهوريين وبلا شك هو وبقية قراصنته سوف يسلمون مفاتيح البيت الأبيض لبايدن بنفس التاريخ وهذه الضجة هي من مستلزمات المسرحية الوهمية .
مؤسسات وسماسرة الجمهوريين هم أصحاب الحظ الأوفر في نهب ثروات العالم ولازالوا متعطشين للاستمرار في قرصنتهم ونهبهم لثروات شعوب المنطقة وليس من مصلحتهم ان تقف أي دولة ضد تلك المصالح غير المشروعة كإيران وبقية محور المقاومة الأمر الذي يجعل الإدارة الأمريكية تمارس الاستهداف المستمر لمن يقف ضدها مما يجعل الغرب برمته يحرص علي تدمير واضعاف من يقف ضده سواءً باغتيالات أو اغتصابات أو احتلال أو تقسيم أو تمزيق أو نهب الثروات أو تطبيع مع إسرائيل وغيرها ومن يقول لا ويقف ضد واشنطن يتعرض لاستهداف، ويكفي الاستدلال بالشهيد قاسم سليماني أو انصار الله باليمن
والذي نجد أن بصمات الأمريكان هي من زجَّت بدول التحالف الصهيوسعودي للعدوان على اليمن، أي بإشرافها واليوم أساطيلها ومساطيلها متواجدة على امتداد البحر الأحمر والعربي وصولا للخليج الفارسي.. فهل هذا يعني استعداداً لجولة استهدافية قادمة ستكون بوصلتها ايران ؟ ام من ؟ .
لكل تلك الأسباب لم يعد غريبا ان يخرج العشرات من صعاليك ترامب إلى ساحة البيت الأبيض ويروج لهم إعلامهم الإمبريالي لأن متطلبات المسرحية تقتضي ذلك.
ألم يدرك ويلمس الكثير أن هناك جرائم مستجدة في منطقة الشرق الأوسط وجلها تحمل بصمات أمريكية ١٠٠% كما هو الحال باليمن بل تثير انتباه العالم وليس من مصلحة واشنطن ان تسلط الأضواء عليها وليس امامهما سوى صناعة مثل هذه المسرحيات الترامبية بحيث لا يلتفت العالم للمستجدات في البلدان المستهدفة بل تتحول أنظار الساحة الدولية تجاه المسلسل الوهمي لواشنطن بساحة البيت الأبيض حتى لا يلتفت العالم بأسره للجرائم والمخططات الأمريكية الجارية في منطقة الشرق الأوسط وإلا لماذا كل هذا التوافد العسكري لواشنطن ولندن وإسرائيل إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج
الفارسي ؟
على هذا الأساس من أجل ان تتضح الصورة لمن يحبذ الغوص بعمق، نقول له السؤال الذي يطرح ذاته: لماذا خرجت هذه المسرحية قبل دور الاستلام والتسليم بين ترامب وخلفه بأسبوعين مع ان ثوابت المؤسسة الأمريكية لا يستطيع ترامب رفضها ورغما عن انفه سوف يسلم مفاتيح البيت الأبيض لخلفه
بتاريخ ٢٠من هذا الشهر؟
إذاً لا يهمنا انتخابات بايدن وضجيج قراصنة ترامب في البيت الأبيض ممن يعملون معه في أندية الدعارة وتكفلت بتغطيتها إعلاميا الإمبريالية الصهيونية .
أنا على قناعة ذاتية ووفقا للمعطيات بأنه لا فرق بين ترامب وبايدن، ولا فرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كلاهما وجهان لعملة واحدة، فكما نفذ الترامبيون دعارتهم التي أعدتها مؤسساتهم على حساب نهب ودمار ودماء شعوب المنطقة، فإن بايدن ربما يستمر في تنفيذ نفس البرامج ولن يتغير في الأمر شيء، بل يظل الخطر الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني هو الأهم على حاضر ومستقبل المنطقة، فلا نلتفت لساحة البيت الأبيض بل الأولويات هي أن يلتفت الجميع للتحركات العسكرية لإسرائيل والناتو سواءً في البحر الأبيض المتوسط أو البحرين الأحمر والعربي والخليج الفارسي، هذا هو الأهم والأولويات هي طرد الأمريكان من المنطقة كواجب إنساني وإسلامي وهذا الشرط هو بالغ الأهمية وعين الصواب ولا تراجع عنه ..
لأن دم الشهيد سليماني أغلى من أمريكا وإسرائيل وبقية عملائهما في كل بقاع الأرض، لأن دم سليماني لم يجف ولازال الاستهداف قائماً ضد كل من يحمل مشروع الشهيد سليماني بل هناك ربما ما هو اخطر إذا لم يتم طرد الأمريكان من المنطقة باعتبار ذلك هو المدخل العملي لاستقرار وتنمية كل دول المعمورة وإيقاف المطامع التوسعية لإسرائيل في المنطقة وهو جزء من الانتصار للقضية التي قدَّم حياته الشهيد سليماني من أجلها أو الشهيد أبو مهدي المهندس أو الشهيد حسين الحوثي أو الشهيد الصماد وكافة شهداء اليمن وانتصارا لقضية الأمة الإسلامية برمتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
وفي الأخير أقول: تعظيم سلام للشهيد سليماني وكافة رفاق دربه بمحور المقاومة وتعظيم سلام للشهيد الثائر حسين الحوثي والشهيد الصماد ولكافة الشهداء بالساحة اليمنية ممن وقفوا ضد العدوان والأمريكان والصهاينة والمتصهينين في الساحة العربية .
وتحية خاصة للقائد المغوار السيد عبدالملك الحوثي .
“الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود. النصر للإسلام” .