تكتسب محافظة مارب أهمية كبيرة بالنسبة لليمن ، ماضيه وحاضره ومستقبله ، مارب ليست مجرد حقول نفط وغاز ، هي لليمنيين أكثر قيمة من نفط العالم بكثير .. وهي أيضاً ليست مجرد أماكن أثرية للسياحة والتقاط الصور .
تأريخها المشرق والذي خلدته الكتب السماوية هو الشهادة لنا بأننا أمة خالدة ثابتة لا تنال منها المحن ولو كانت سيولا كالعرم .
مارب ، هي الشهادة والبرهان بأن اليمنيين متجذرون وليسوا طارئين . وأنهم سادة على أرضهم منذ الأزل، فمنها يستمدون الثقة بأنفسم بأنهم قادرون .
ولذلك تسعى القوى الاستعمارية وحلفاؤها الإقليميون بدوافع الأطماع والأحقاد إلى فك الارتباط التاريخي ،الثقافي والروحي بين اليمنيين وماضيهم ، وقطع ارتباطهم بجذورهم ليسهل اقتلاعهم واستبدالهم بمحميات سياسية وعسكرية على غرار المحميات القديمة والحديثة .
استهداف مارب لم يبدأ مع انطلاق العدوان فحسب ، بل يجري استهدافها منذ عقود بوسائل شتى ، وحتى بعد قيام الجمهورية عام 1962، تعرضت مارب للتهميش وحرمت من أبسط الخدمات الأساسية ، بل جرى عزلها وتركت نهبا لقطاع الطرق ولصوص الآثار ، و بات السفر إليها أو المرور بها مغامرة محفوفة بالمخاطر .
في حين ظلت ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية التي وجدت فيها مناخا خصبا للتوسع والانتشار ، حتى عرش بلقيس تحول إلى عرش للدواعش والتكفيريين .
ولذلك ، لم تترد هذه التنظيمات الإرهابية التي اعتادت العمل كأدوات سرية لدول العدوان ، لم تتردد في إعلان مشاركتها في معركة مارب إلى جانب قوى العدوان والغزو الخارجي .
فمعركة مارب بالنسبة لهذه التنظيمات الإرهابية هي معركة الدفاع عن وجودها وعن مستوطناتها ومنشآتها العسكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المنتشرة علنا في سهول ووديان المحافظة .
وهي ترى في نفسها شريكا أساسيا للتحالف الذي يحتل مارب وليست مجرد شريك في جبهة عسكرية تؤدي مهمات محددة ومؤقتة .
هؤلاء هم حماة الجمهورية التي يتباكون عليها كالتماسيح .
الجمهورية التي وئدت في مهدها ، ولم تنل منها مارب سوى علم مهان يلوذ به المرتزقة والعملاء وتجار السياسة والأوطان .
تدرك قوى العدوان أبعاد تحرير مارب ، ولذلك لا غرابة أن ترمي بكل أوراقها وأن تحشد إليها كل مرتزقة الداخل الخارج المظللون بأسراب من أحدث طائراته .
وإلى جانب ذلك استنفرت قوى العدوان ماكيناتها الإعلامية والسياسية حول العالم ، وكأن مارب مقاطعة بريطانية أو إمارة خليجية .
مارب بالنسبة لليمنيين ، موطن سبأ وعرش بلقيس ، وليست موطنا للقاعدة وداعش أو عرشا للعرادة .
في مارب ، و قبل أن تصلهم الرسالات السماوية ، عبد اليمنيون الشمس والقمر ، لأنهما مصدر النور والإشعاع ، لكن غزاة مارب لم يجدوا في محطتها الكهربائية سوى مفتاح الظلام . مارب بالنسبة لنا أكبر مما يرون . لقد كان لنا فيها سد يروي مساحة زراعية تزيد عن مساحة نصف دول مجلس التعاون.
مارب محافظة يمنية ، يشهد بذلك القرآن والإنجيل والتوراة ، ولن تستطيع قوى العالم أجمع وقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل الشرفاء لتطهير عرش بلقيس من دنس الغزاة ، ورد الاعتبار لتأريخهم ، فالمعركة بالنسبة لأحفاد سبأ هي معركة وجودية مقدسة ، معركة سيادة ووصل بالجذور ، وفي سبيلها ترخص كل التضحيات