يبدو أن سلسلة المبعوثين الأمميين إلى اليمن لن تتوقف عند الرقم 4الذي يحمله المبعوث الجديد الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ الذي صدر قرار بتعيينه في 6أغسطس 2021خلفا للبريطاني مارتن غريفيث الذي عين في مارس من العام 2018وانتهت مهمته في يوليو 2021بعد أن فشل في إحراز أي تقدم في مختلف الملفات المتعلقة بالعدوان والحصار وتداعياتهما ، إخفاق غريفيث جاء امتدادا لإخفاق سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي تولى مهامه في إبريل 2015واستمر حتى فبراير 2018بعد أن فشل فشلا ذريعا في مهمته وتحول إلى مندوب للسعودية والإمارات وتحالف العدوان
ويكاد المبعوث الأول إلى اليمن المغربي جمال بن عمر الذي تولى مهمته في أغسطس 2012هو الأكثر فاعلية من بين من خلفه من المبعوثين رغم حساسية المرحلة وظروف البلاد في ظل المؤامرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني والتجاذبات السياسية بين القوى والمكونات اليمنية التي عمل بن عمر على تحريك المياه الراكدة في ملف الحوار ويحسب له الإشراف على توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية ورعايته لمفاوضات موفمبيك الحاسمة بشأن الاتفاق على تشكيل المجلس الرئاسي والتي عمل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على إفشالها من خلال شن عدوانهم الغادر على بلادنا فجر 26مارس 2015وهو ما شكل عقبة وحجر عثرة أمام المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي اضطر لتقديم استقالته من مهمته في إبريل 2015بعد أن وجهت له السعودية الاتهامات بالانحياز إلى سلطة صنعاء في محاولة منها لنسف الخطوات المتقدمة التي قطعها على طريق حل ملف الأزمة اليمنية والتوصل إلى صيغة توافقية بين مختلف القوى والمكونات اليمنية ، ليخرج بن عمر في شهادة له للتاريخ ليؤكد للعالم بأن اليمنيين كانوا على وشك الخروج من الأزمة السياسية لولا تدخل السعودية بشن عدوانها على اليمن .
المبعوث الأممي إلى اليمن رقم ( 4) كان يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن والذي عين فيه في سبتمبر من العام 2019وبحسب سيرته الذاتية فقد عمل طيلة 15عاما في مجال حل النزاعات والتفاوض والوساطة ، وننتظر كيمنيين أن يسهم في حلحلة ملف الأزمة اليمنية وأن ينجح في إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة اليمنيين التي شارفت على انقضاء النصف الأول من عامها السابع
لا نريد منه أن يكرر سيناريو سلفه غريفيث في التشيطن والانحياز الفاضح للجلاد على حساب الضحية ، لا نريده أن يكون عبارة عن مندوب للسعودية والإمارات وتحالفهما الإجرامي يملي علينا شروطهم ويطرح علينا مقترحاتهم بعد تغليفها بالطابع الأممي من باب المغالطة المفضوحة ، اتفاق السويد الذي احتضنته بلاده في ديسمبر 2018ما يزال يراوح مكانه ، وما تزال الأمم المتحدة تظهر عجزها عن تنفيذه وخصوصا ما يتعلق بالملف الإنساني ، ونتطلع أن يتحرك غروندبرغ في هذا الجانب ليخرج اتفاق ستوكهولم إلى حيز التنفيذ ، وأن يتحلى بالشفافية والمصداقية وعدم الإنحياز
وإن كنت على قناعة تامة بأن سياسة الأمم المتحدة هي التي ستحرك مبعوثها إلى اليمن وسيعمل على تنفيذها فالأمم المتحدة جزء لا يتجزأ من العدوان والحصار وهي شريكة في جرائم التحالف السعودي السلولي الإجرامي والذي ما تزال تتجاهله وتصر على التعامل مع الملف اليمني على أنه صراع ونزاع يمني – يمني تنفيذا للتوجيهات والأوامر والسياسة الأمريكية .
بالمختصر المفيد، إذا لم يحمل المبعوث الأممي رقم (4) ضمن أولويات أجندته إيقاف العدوان وانهاء الحصار وفتح المطارات والموانئ والشروع في معالجة تداعيات العدوان والحصار فإن مهمته ستبوء بالفشل ، وعليه أن يتوقف أمام تصريحات الأستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني والتي أكد من خلالها على أن
(تعيين مبعوث جديد لا يعني شيئا ما لم يكن هناك إعلان صريح بوقف العدوان ورفع الحصار، ولا جدوى من أي حوار قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية. على دول العدوان أن تدرك ما سببه عدوانها وحصارها من معاناة ومن دمار، وأن تعي أن استمرار تعنتها سيكلفها أكثر وأكثر) .