لا يُمكن لوحشٍ كاسرٍ كأمريكا أن يُصبح ذات يومٍ حمامةَ سلام.. ولا يُمكِنُ لأي عقلٍ لبيب أن ينجرف تحت مُصطلحات مُختلقة أمريكياً حول السّلام الذي يقتضي وفق إرادتها إلا الذين فرشوا أجنحة الارتزاق وبسطوا مبادئهم للغايات الشيطانية، حتماً هم يخفقون في هاوية الطريق الخاطئ والرهان الخاسر.
السّلام الأمريكي الذي وصفه السّيد القائد -حفظه الله- بالاستسلام، وأنها ممزوجة
أَيْـضاً بالطريقة الإسرائيلية.. كلتاهما في السبيل الواحد الذي يجلب الحسرات والويلات لعالمنا الإسلامي، فأيُّ سلامٍ تودّه أمريكا وجنودها يتوزّعون كجواسيسٍ وقراصنة في شتى المجالات الحربية، وتُغري العملاء في الداخل بقناطير الأموال الطائلة والمناصب المتوّجة بالانهيار التدريجي لتلك الأجندة الخادمة لمطامعها.
أي سلامٍ تودُّه أمريكا وهي مُستمرّة في الغارات الشنيعة وعدوانها الأرعن على اليمن، ومُستمرّة في قتل الآلاف ممن اختنقوا بشواظ الحصار وَتكبيل البر والبحر والجو اليمني بسلاسل الفناء الموقوت؟.
أيُّ سلامٍ تودُّه أمريكا وهي من أفسحت المجال لربيباتها -داعش والقاعدة- في تأجج العبث والفوضى في أرجاء ساحتنا الإسلامية، وتعمد بوحشيتها إلى استهداف أبناء الأُمَّــة.. وتبعث بقطيعها إلى سلب ونهب الخير اليمني ونفطه وغازه وبحاره؟.
أي سلامٍ تودّه أمريكا وهي من عمدت إلى تهشيم كُـلّ القرارات التي من شأنها رفع كاهل المُعاناة والحرمان عن الشّعب اليمني.. إضافة إلى أنها أحيت عكازتها -العجوز الشمطاء- من جديد سُنّتها القديمة في السطوة والاحتلال، وإعادة هيبتها لاكتساح محافظة المهرة التي لم تعرف في تاريخها أي قدم احتلال وطأته أرضها سوى الاحتلال الأمريكي والسعوديّ والإماراتي وأخيرها بريطانيا.
وجملة الاختصار أن أمريكا التي تزعم أنها تود الخير والسلام غير مؤتمنة على سيادة وجغرافية الأوطان المستضعفة، وغير مأمونة على دحض المخاطر التي تزعمها؛ لأَنَّ المقاومة الإسلامية التي نبتت فيها وفي مُنتميها جذوة الحميّة والغيرة على دينها وأوطانها لا يُمكن أن تَهِبَ للخصم أية ثقةٍ أَو أمان لحماية أمصارها.. وأنها هي المَعنيُّ الأول لصون جوهرها من أية عناوينَ أمريكية أَو غربية حملت اسم السّلام ومكنونها هو التجزئة والاستسلام لا غير.