منذ أن طرقت مسامع العدوان كلمات قائد الثورة السيد عبد الملك في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد (عليه السلام) الذي كرر فيه كما في خطابات سابقة وعده بتحرير كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان فجاء الرد الصهيوني الأمريكي البريطاني متزامناً بمحاولة تنفيذ عملية التفاف على الجبهة الداخلية بعد أن تلقوا هزائم مذلة واخفاقات متتالية في الميدان العسكري وبعد ان استنفدوا كل وسائلهم في اقناع صنعاء بوقف إطلاق النار بالشروط الأمريكية أو على الأقل التوقف عن الزحف باتجاه مأرب كما ايقنوا أن كل الطرق باتجاه الضغط الاقتصادي وتشديد الحصار تنتهي بنفق مسدود وله انعكاسات سلبية ترتد انتقاما يمنيا بالستيا يطال آبار ومصافي النفط السعودي التي تشكل البقرة الحلوب لثلاثي العدوان الإجرامي..
لقد ذهبت أمريكا لإحياء ما تسميه الديانة الإبراهيمة فيما ذهب الكيان الصهيوني لاستقاطب لفيف من الناشطين اليمنيين الذين يعملون بالأجرة من خلال استضافتهم على منصاته الإعلامية للحديث عما يسميه القمع الحوثي للأقليات أما العدو البريطاني فقد ذهب لينفذ عملية تجسسية كبرى استهدفت الاتصالات والانترنت في عموم المحافظات اليمنية.. كل ذلك يؤكد أن دول العدوان استوعبت جيداً خطاب قائد الثورة وايقنت أن المرحلة هي مرحلة البحث عن بدائل للهزيمة العسكرية من خلال استهداف الجبهة الداخلية لإثارة الشقاق وتغذية الصراعات المناطقية والطائفية وإحياء شبكات الفساد المنظمة.. علها على الأقل تشغل الشارع اليمني وصرف اهتمامه باتجاه دعم الخيار العسكري لتحرير ما تبقى من المناطق المحتلة..
يدرك اليهود جيداً سر الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مواجهة الحرب الكونية التي تشن ضدهم ولأكثر من سبع سنوات أنها ثقافة القرآن الكريم والتولي الصادق لله ورسوله ولأعلام الهدى ويدركون أن ذلك هو ثمرة الالتزام بتوجيهات الله والانطلاقة العملية الجهادية تحت العنوان الإلهي الشامل (في سبيل الله) ومن المستحيل هزيمة أمة تحمل هذه الروحية لذا لابديل عن حرب ساخنة تستهدف القلوب وتسيطر على العقول من خلال ضرب الهوية الإيمانية للشعب اليمني وخلق حالة من عدم الاستقرار وتغذية الانقسامات داخل المجتمع اليمني وبناء ثقافة مغايرة تمقت من يحملون الروحية الجهادية وتوصمهم بالمتخلفين والكارهون للحياة وأنهم يعشقون الموت والجهل والتخلف..
من المؤشرات التي تؤكد أن التحالف الصهيوأمريكي متجه لتبني الحرب الناعمة التدميرية هي تنامي الظواهر التي تسلك باتجاه تحقيق أهدافهم كمحاولة ادخال كيانات غريبة عن الشعب اليمني مثلما يمسيه الإعلام الأمريكي (البيوت الإبراهيمية) إضافة إلى (البهائية) هذا على مستوى الطوائف التي يتم تسويقها من الجانب الديني أما على المستويات الأخرى فقد كشفت الجهات الأمنية عن شبكات للمخدرات وشبكات دعارة وشبكات للسرقة المنظمة ..
ولا نستبعد أن هناك شبكات للخلخلة من الداخل وخلق قضايا مثيرة للرأي العام أو ما يسمى باللهجة الشعبية (نثرات) بين فينة وأخرى بالتزامن مع استهداف إعلامي منظم لأنصار الله يتم شيطنتهم واعتبارهم فاسدين ورعاة فساد وما إلى ذلك من الأساليب الشيطانية التي هي بدون شك ذات بصمات صهيوأمريكية..
إن على أحرار الشعب اليمني أن يتحلوا كما قال قائدهم العظيم بالبصيرة والوعي والجهاد على كل المستويات ومثلما كان لهم المواقف المشرفة والعظيمة في الميدان العسكري فيجب أن يكون لهم مواقف حازمة ومشرفة أمام استهداف أعداءهم لهويتهم الإيمانية ولروحيتهم الجهادية وزكاء وطهارة نفوسهم ..
إن هذه الحرب هي حرب ساخنة ومستمرة وبوسائل متنوعة ويجب أن يكون هناك مواجهة ساخنة وبوعي عال وبصيرة نافذة وأي خطأ فيها له تأثير لا يقل عن تأثير الهزيمة العسكرية في أي جبهة من الجبهات.
وما أعظم ما قاله الشهيد القائد السيد حسين (رضوان الله عليه) ((جندي الله مهامه تربوية، مهامه تثقيفية، مهامه جهادية، مهامه شاملة)).