يأتي تأييدُ الله وعونُه عندما يطغى الظلمُ على عباده، ذلك الظلم الذي حرمه الله على نفسه قبل أن يحرمه على عباده فتكفل الله سبحانه وتعالى بنصرة المظلوم مهما كانت قوة الظالم وضعف المظلوم يأتي نصر الله عندما يلتجئ المظلوم إلى الله ويشكو من ظلم الظالم ويطمئن قلب المظلوم بأن الله سيكون مع المظلوم بقوته التي لا يماثلها قوة عند ذلك حتماً سيأتي نصر الله؛ لأَنَّ التدخل الإلهي يكون بقدر اليقين وعمق الإيْمَـان والثقة بأن الله سبحانه ناصر المظلومين وعبر حقب التاريخ لم ينتصر أي ظالم على المظلوم نصراً يمكنه من البقاءِ في ظلمه وهذه آية وسنة الله في الكون إلى الحد الذي آمن بها غير المسلمين، فقد قال أحد حكماء الهند مقولته الشهيرة (تعلمتُ من الحسين كيف أكونُ مظلوماً فانتصر) المفكر الهندي المهاتما غاندي آمن بحتمية نصرة المظلوم هذا المفكر الهندي الذي عرف سيدَنا الحسين -عليه السلام- من خلال تاريخه الجهادي ومن مثل سيدنا الحسين كان رافضاً للظلم ومن مثله قاوم الظالمين، استنار غاندي بنور الحسين عليه السلام بينما لم يستنر من ينتمون للإسلام بنوره، لم يؤمنوا بأن الله ناصر المظلومين وقاهر الظالمين، لم يتأثروا كما تأثر هذا المفكر الهندي غير المسلم، إنه بلا شك عمى البصيرة إن لم يؤمنوا بسيرة سيدنا الحسين فَليؤمنوا بسير آل البيت التي تتجسد على مدار الساعة في واقعنا فعندما جاروا وبغوا وتكبروا وظلموا بعدوانهم وحصارهم يمن الإيْمَـان والحكمة، قتلوا الأطفال والنساء، دمّـروا كُـلّ شيء، أرادوا للحياة أن تتوقف فأراد الله أن تستمر الحياة، تحالفوا مع دول الكفر قاطبة، ظناً منهم أن قوتهم ستكون أكبر من تأييد الله وعونه للمظلومين، راهنوا على آلة الحرب فراهن اليمنيون على إله الخلق، فأي قوة ممكن أن توقف أنصار المستضعفين المظلومين هي أضعف مما أمدهم الله من قوته وعونه، انتصرنا بالله وانهزم أحزاب هذا العصر بأعداء الله، آمنا بأن النصر حليفنا بقدر إيْمَـاننا بالله سبحانه وتعالى فانتصرنا بقدر ثقتنا بالله فمن لم يكن الله معه فهو ضعيف.
مكروا مكراً كَبيراً واستخدموا كُـلّ أنواع الحرب الاقتصادية والإعلامية والحرب العسكرية بكل أصناف الأسلحة في تحدٍّ واضح لقدرة الله على نصرة المتقين المظلومين، لم يؤمنوا بآيات الله في كتابه الكريم ولا بآيات الله التي تتجلى في واقعهم، قست قلوبهم وعمت بصائرهم تحالفوا فوالوا أعداء الله خرجوا عن ملة الإسلام بتوليهم لأعداء الله بنص القرآن الكريم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) خسروا في عدوانهم خسارة كبيرة، خسروا آخرتهم ولم يفلحوا في دنياهم ومن ألطاف الله على اليمنيين أنهم يتعافون يوماً بعد يوم وهذا وعد الله للمتقين، فربحوا دينهم وأفلحوا في دنياهم، وأخيرًا نسأل الله أن يجعلنا جديرين باستحقاق تنفيذه للوعود التي وعد بها عبادَه المتقين.