كنت قد وعدت في الأسبوع الماضي أني سوف أفسر معنى العام التاسع الذي أصبحنا على مشارفه فعلا، فلقد تلقيت الكثير من المكالمات الباحثة عن إجابة لهذا الموضوع، إلا أن الأحداث تتوالى والمستجدات الإيجابية والسلبية تتعاقب فتفرض نفسها على الواقع كما حدث مع موضوع السفينة الإماراتية، فاليمن بشقه الوطني المدافع عن الوطن والعرض وضح الحقيقة بالصورة والصوت وعرض السفينة، وهي محملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة إلا أن كل هذا لم يجد نفعا لأنه بالمجان وبدون مقابل بينما السعودية المعتدية تتحدث مجرد حديث بأن السفينة محملة بتجهيزات لمستشفى سقطرى .. مفارقات عجيبة وتناقضات رهيبة لا يحتملها أحد! أين ميناء الحديدة وأين سقطرى؟ ولماذا بالذات ترابط هذه السفينة بالقرب من ميناء الحديدة ؟ بعد أن سيطر المجاهدون الأبطال على معظم نواحي المحافظة واستطاعت القوات البحرية أن تفرض وجودها على امتداد المياه الإقليمية للساحل الموازي لمحافظة الحديدة، لا شك أن العملية مفضوحة جدا، فالإمارات التي فقدت موضع قدمها في المحافظات التي كان عملاؤها من المرتزقة متواجدين فيها لأكثر من عامين تحاول أن تستعيد ذلك الوجود وجاءت للبحث عن منفذ يمكنها من إنزال تلك المدرعات والأسلحة التي على ظهر السفينة لمد عملائها وتمكينهم من فرض وجودهم في أي منطقة، كما هو حال المحاولات البائسة لاستعادة مديرية حيس،! أي حس أخلاقي واعٍ !؟ وأي نظام عالمي !؟ وأي ميثاق لما يسمى بالأمم المتحدة الذي يروجون له ويدَّعون أنه يحمي الحقوق والحريات ويدافع عن سيادة واستقلال الشعوب كلها هرطقات لا وجود لها على أرض الواقع، فمن يملك هو سيد الموقف وصاحب اليد الطولى وهو الذي يفرض ما يريد دون عناء.إنها مشكلة كُبرى نتعرض لها في اليمن، فرغم وجود القوة والرجال أولي البأس الشديد إلا أن نقص المال وقلة ما في اليد تجعلنا نستجدي الآخرين ونبحث عن الصدق وقول الحقيقة نتيجة السقوط المروع للأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية التي جعلت الكل ينحاز إلى الظالم ويقف ضد المظلوم وكأنه يكرم الجلاد ويمعن في جلد الضحية تارة بإلباسه قميص التمرد وأخرى باعتباره إرهابياً في حين أنه كما حدث مع أنصار الله هو الذي قاوم الإرهاب وأسقط فلول هذه العناصر ومخططاتها الإجرامية الخبيثة من دماج إلى يكلا في قيفة، ولا يزال يقوم بنفس المهمة ويسعى إلى تطهير اليمن من كل هذه العناصر التي تعمل لصالح أمريكا والنظام السعودي وكل من مدها بالعون في دول الخليج الماجنة، إنها معضلة كُبرى أن يصل الأمر بالبشر إلى هذا الحد من الغفول، فآثار الجرائم البشعة والمدمرة التي يرتكبها النظام السعودي وحليفه الإماراتي موجودة على أرض الواقع وواضحة للعيان، إلا أن أحداً لا يلتفت إليها ويتعمد تجاهلها ويبادر إلى إدانة أي فعل أحدثه الصاروخ اليمني في معسكر أو مطار من مطارات السعودية كلها في نظرهم أعيان مدنية بينما المواقع التي تضربها السعودية بالفعل مدنية عبارة عن مساجد ومدارس إلا أنهم يتعامون عنها وهذا هو حالنا مع أمريكا.مشكلة هذه الدولة الأساسية أن وجود أنصار الله بروح إيمانية وبُعد قومي وأنهم أحد أطراف هزيمة المشروع الأمريكي في المنطقة، كما أعدته المخابرات الأمريكية وتم الإفصاح عنه عقب انتصار المقاومة في لبنان عام 2006م على يد الميامين من أبناء حزب الله الأبطال وأعقبته الانتصارات التي حققها المقاومون في غزة وآخرها معارك سيف القدس، كل هذا زاد حقد أمريكا ولا تزال تتجشأ بهذا الحقد على صدور الأطفال والنساء في اليمن مع أننا نفتخر أننا طرف في هذه المقاومة الباسلة وسنفتخر أكثر حينما تطأ أقدام المجاهدين الأبطال أرض فلسطين السليبة وتجبر الغزاة المحتلين من الصهاينة ومن يقف خلفهم مثل أمريكا وبريطانيا على الرحيل والسماح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المغتصبة .أخيراً، بكل الدلائل والأبعاد، أمريكا هي من تعتدي على الشعب اليمني وهي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل الجرائم التي تُرتكب ضد هذا الشعب البريء لا لشيء سوى أنه يدافع عن عرضه، وإن شاء الله سيتحقق حلم أبناء اليمن في النصر الكبير والمؤزر الذي يطهر كل شبر عربي من دنس المحتلين والغزاة وعلينا الصبر وإن حدثت الكثير من المواجع والمآسي فهذا قدرنا أن يكون لدينا جار سوء يضمر لنا الشر ويتعقب خطواتنا منذ مئات السنين، لكن هذا الأمر لن يدوم، والله غالب على أمره وهو من وراء القصد .