بيان اتحاد الإعلاميين اليمنيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
Share
على مدى سبعة أعوام ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو كل عام وتحالف العدوان الأمريكي السعودي مستمر في تضييق الحريات واستهداف المؤسسات الإعلامية والإعلاميين العاملين في اليمن.. ويعتبر النظام السعودي من أشد دول العالم عداوة لحرية الرأي والصحافة حيث تمارس العنف ضد كل من ينتقد الأسرة الملكية ممثلة بآل سعود، وكذلك هي دويلة الإمارات تعمل على سجن وتعذيب من ينتقد الأسرة الحاكمة واعتقاله وسجنه.
ومنذ بدء العدوان على اليمن وقوات تحالف العدوان على لسان ناطقها الرسمي أحمد عسيري “السابق” فقد وضعت المؤسسات الإعلامية والصحافيين في قائمة الأهداف العسكرية لقوات التحالف بهدف إخفاء وحجب الجرائم والانتهاكات التي يرتكبونها في حق النساء والأطفال والآمنين والأحياء السكنية والمؤسسات الخدمية.. وعمدت أيضا على استهداف المؤسسات الإعلامية وتدميرها وقتل الصحافيين والإعلاميين وهم في منشآتهم الإعلامية أو في أماكن الحدث أثناء نزولهم الميداني إلى أماكن الحدث، ويعتبر هذا استهدافا متعمدا وانتهاكا صارخا للأعراف والبروتوكولات الدولية التي تكفل حماية الصحافيين والإعلاميين وهم يمارسون أعمالهم من مؤسساتهم الإعلامية أو يمارسون أعمالهم في الميدان أثناء الحروب والصراع.
كما أقدم تحالف العدوان الأمريكي السعودي على تضييق الخناق على العاملين في المؤسسات الإعلامية من خلال قطع رواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية الرسمية أكثر من سبع سنوات.
ويحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لحرية الصحافة كتقليد سنوي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، وهو يوم (إعلان ويندهوك)، ففي الفترة بين 23 نيسان/ ابريل و3 أيار/ مايو عام 1991، نظم الصحفيون الأفارقة حلقة دراسية تحت إشراف منظمة اليونسكو في ويندهوك عاصمة ناميبيا من أجل تنمية صحافة إفريقية مستقلة، إثر ذلك أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار رسمي عام 1993 يوم الثالث من مايو/ أيار، يومًا عالمياً لحرية الصحافة، ويحتفل الصحفيون بهذا اليوم لتذكير الأنظمة والحكومات بالكف عن تقييد حرية التعبير، وللتذكير بالصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب مواقفهم الوطنية وانحيازهم للحقيقة والحقوق -فإن أكثر من 181 صحفيا وإعلاميا فقدوا حياتهم بسبب الغارات الجوية التي شنها تحالف العدوان السعودي الأمريكي على منازل الصحفيين ومقرات عملهم خلال سبعة أعوام.
وإذ يعبر اتحاد الإعلاميين اليمنيين عن استنكاره لاستمرار الهجمات السعودية على الصحفيين ووسائل الإعلام الوطنية بشكل عام في اليمن.. فإنه يدين استمرار الصمت الأممي تجاه مواصلة تحالف العدوان وعملائه استهدافهم للمؤسسات الإعلامية والإعلاميين وكذلك استمرار قطع مرتبات الصحافيين العاملين في المؤسسات الصحافية والإعلامية.
ويؤكد اتحاد الإعلاميين أن تحالف العدوان مستمر من خلال تضييق الخناق على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين فرض إملاءات على الصحافيين والإعلاميين والضغط عليهم لاتخاذ مواقف تنافي الحقيقة والواقع مقابل حصولهم على مرتباتهم المتوقفة منذ العام 2016م أو السماح لهم للسفر إلى الخارج.. كما يعمل تحالف العدوان على منع الصحافيين والإعلاميين من السفر إلى الخارج للمشاركة في المؤتمرات العلمية الخاصة بالإعلام والصحافة أو السفر لتلقي العلاج؛ مما أدى إلى وفاة عدد من الصحافيين والإعلاميين بسبب عدم السماح لهم للسفر لتلقي العلاج في الخارج.
من جانب آخر مُنِعَ الصحافيون والإعلاميون الأجانب من تصاريح الدخول إلى اليمن لممارسة حقهم في العمل الإعلامي ونقل ما يجري في اليمن من الداخل، إذ منعت قوات تحالف العدوان مئات الصحافيين والإعلاميين من دخول اليمن.
ففي اليوم العالمي لحرية الصحافة فإن اتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين استمرار صمت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للصحافيين تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار من قبل التحالف الأمريكي السعودي وحلفائهما منذ أكثر من سبعة أعوام وتجاه ما يتعرض له قطاع الإعلام والإعلاميين في اليمن من استهداف مباشر وغير مباشر تندرج تحت الانتهاكات التي يجرمها القانون الدولي باعتبارها أعيانا مدنية وصحافيين وإعلاميين يكفل لهم القانون الحماية ويعتبر استهدافهم جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
ويدعو الاتحاد الإعلاميين اليمنيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو، كافة المنظمات والهيئات الحقوقية والصحافية والإعلامية “الحُرة” في مختلف بلدان العالم إلى إدانة هذا الصمت واعتباره وصمة عار في جبين حرية الرأي والتعبير.
لقد بلغ اجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها قوى التحالف بحق قطاع الإعلام والإعلاميين 584 انتهاكا، حيث بلغ عدد شهداء الإعلام الوطني 74 شهيدا فيما بلغ عدد شهداء الإعلام الحربي 300 شهيد.. بينما بلغ عدد جرحى الإعلام الوطني 25 جريحا.
وفي ما يخص المنشآت الإعلامية وملحقاتها فقد بلغ عدد المنشآت الإعلامية التي تم استهدافها استهدافا مباشرا مما أدى إلى تدميرها 23 منشأة إعلامية، واستهداف 30 برجا للبث والإرسال الإذاعي، واستنساخ 6 قنوات ومواقع إلكترونية.. وإيقاف بث 8 قنوات، وحجب وتشويش 7 قنوات، واختراق 3 مواقع إخبارية.. فيما توقفت صحيفتان رسميتان عن الصدور، ومنع المئات من الصحافيين العرب والأجانب من الحصول على تراخيص لزيارة اليمن بغرض عمل تقارير إعلامية من داخل اليمن، كما عمد أتباعه إلى نهب مؤسسات صحفية مثل صحيفة الجمهورية في تعز التي قاموا ببيع معداتها في سوق سوداء، وكذلك صحيفة أخبار اليوم في عدن.. إضافة إلى إيقاف المئات من الحسابات على فيس بوك وتويتر ويوتيوب تابعة لمؤسسات إعلامية أو إعلاميين أو ناشطين وحقوقيين.
وبحلول اليوم العالمي لحرية الصحافة يعيش آلاف الصحافيين والإعلاميين اليمنيين وضعا اقتصاديا صعبا؛ حيث أدى استمرار الحصار والعدوان ونقل البنك المركزي إلى عدن إلى توقف صرف مرتبات موظفي الجهاز الحكومي منذ أكثر من ستة أعوام، وتسريح المئات من العاملين في المؤسسات الإعلامية ونزوح العشرات منهم ولجوء عدد كبير إلى الخارج أو إلى أعمال مهنية غير الصحافة والإعلام.
إن هذه الجرائم والانتهاكات المرصودة والموثقة تؤكد أن التحالف السعودي لا يأبه لقواعد الحرب المتعارف عليها ولا يأخذ في عين الاعتبار القانون الدولي الإنساني والاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحافيين والإعلاميين واستقلاليتهم، التي تجرم استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام، وتتعامل معها كأعيان مدنية لها حرمتها في الحرب والسلم.
إن اتحاد الإعلاميين اليمنيين وهو يجدد إدانته واستنكاره لهذه الانتهاكات، فإنه يدعو زملاء المهنة وهم يحتفلون باليوم العالمي لحرية الصحافة للعمل سويا باتجاه إعمال آليات المساءلة تجاه مرتكبي هذه الجرائم ومن يتستر عليها. وحتى لا تمر هذه الانتهاكات دون عقاب، فإن اتحاد الإعلاميين يجدد تأكيده على ما يلي:
1- تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي والانتهاكات التي يمارسها بحق الصحافة والإعلام في اليمن ، وإحالة المتورطين إلى المحاكم الدولية المختصة.
2- مطالبة الأمم المتحدة واليونسكو بالعمل على اتخاذ مواقف صريحة وواضحة تجاه هذه الجرائم التي تنتهك القوانين الدولية.
3- الضغط على تحالف العدوان السعودي الأمريكي لرفع الحظر المفروض على الطيران وفتح مطار صنعاء أمام المرضى والمسافرين، والسماح للصحفيين اليمنيين والدوليين بالسفر وحرية التنقل من وإلى اليمن، وتأمين الحماية اللازمة لهم.
4- يطالب اتحاد الإعلاميين اليمنيين ، الأمم المتحدة بالضغط على دول التحالف السعودي الأمريكي الذي يشن الحرب على اليمن بإطلاق مرتبات الصحفيين والإعلاميين ، وإلزام الحكومة التابعة للرياض بصرفها فورا إذ أن أكثر من ألف وخمسمائة صحفي وإعلامي حرموا من مرتباتهم منذ العام 2016 بعدما قرر “هادي” بدعم من التحالف نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وقرصنة نظام السويفت وفرض حصار غاشم على البنك في صنعاء.
5- يدعو الاتحاد إلى العمل على إطلاق الأسرى والمحتجزين والمخفيين ، وعقد صفقة تبادل شاملة بين مختلف الأطراف ، ويشيد بالدعوات الإيجابية التي أطلقتها اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بهذا الخصوص ، ويؤكد على ضرورة أن تستجيب بقية الأطراف لهذه الدعوات وإنجاز تبادل للأسرى والمعتقلين.
6- يشيد اتحاد الإعلاميين اليمني بمبادرة حكومة الإنقاذ في صنعاء في الإفراج عن عدد من الصحفيين والإعلاميين ، ويقدر توجيهات الأخ مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى بالإفراج عن معتقلي الرأي ومن حبسوا على خلفيات نشاطات صحفية وإعلامية ، ويعتبرها مبادرة إيجابية ومهمة ، ويطالب الأطراف الأخرى بإطلاق الصحفيين المخطوفين والمخفيين وإعادتهم إلى أسرهم.
صادر عن:
المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين
الثلاثاء الموافق 3 مايو 2022م
الجمهورية اليمنية – صنعاء