اختطفت الأجهزة الأمنية التابعة لمملكة آل سعود امرأة يمنية كانت تؤدي شعائر العمرة في بيت الله الحرام، واقتادتها إلى السجون ثم المحاكمة، هي سابقة يسجلها النظام السعودي بجريمة خطف امرأة آمنة مطمئنة تؤدي شعائر الله في البيت الحرام، على جريرة كلمة حق قالتها في سياق حديث جرى بينها وبين شرطية سعودية.
أما الكلمة التي قالتها المرأة اليمنية العظيمة مروة الصبري، فكانت رداً على شرطية سعودية قالت للمرأة اليمنية «أنتم اليمنيون غير طيبين»، فردت الصبري، «أنتم السعوديون دمرتم بلدنا»، فاستشاط النظام السعودي غضبا من قول مروة الصبري كلمة حق صادقة وواضحة، فأرسل السعودي رجال أمنه وشرطته ومخابراته لخطف المرأة اليمنية داخل بيت الله الحرام، وفي التفاصيل فإن مروة عبدربه الصبري 29 عاما من محافظة لحج، وخلال أدائها مناسك العمرة – وبعد الموقف الذي حصل مع شرطية سعودية – تفاجأت برجال أمن مدججين بالأسلحة يحيطون بها من كل جانب ويصوبون أسلحتهم باتجاهها ويأمرونها بالاستسلام ورفع يديها إلى السماء، وقاموا بتقييدها وكلبشتها ثم اقتيادها إلى السجون والمحاكمة.
حين قالت المرأة اليمنية العظيمة لآل سعود “أنتم دمرتم بلدنا”، سجنت واقتيدت إلى السجون والمحاكمات، قبل ذلك بمدة لم يكن ذنب وزير الإعلام اللبناني الأستاذ القدير جورج قرداحي إلا أنه قال «الحرب على اليمن حرب عبثية»، فأطلقت السعودية سعارها وأشعلت حروبها الدبلوماسية والإعلامية والسياسية على الوزير المحترم في لبنان، حتى استقال من منصبه بعد حرب مشتعلة سعرتها السعودية على قرداحي.
أنتم السعوديون دمرتم بلدنا، كلمة لم تقلها المرأة اليمنية مروة عبدربه الصبري وحدها، بل قالتها نيابة عن ملايين الرجال والنساء، السعودية دمرت اليمن، تلك حقيقة ماثلة للجميع يعرفها العالم ويشهد بها التاريخ والأجيال والحاضر، وحتى الحادثة نفسها أيضا، اختطاف امرأة يمنية من وسط بيت الله الحرام وسجنها ومحاكمتها إن لم تكن شاهدا على إجرام السعودية فعلام تدل مثلا؟
أنتم السعوديون دمرتم اليمن، هي حقيقة ماثلة للعيان، ليست كلمة، الحرب التي تنفذها السعودية على الشعب اليمني ماذا فعلت!
حرب مملكة العدوان السعودية على اليمن ــــ حسب الأمم المتحدة ــــ سببت أكبر كارثة إنسانيّة في العالم، قدّرت الأمم المتحدة عدد الشهداء والمصابين بربع مليون يمني ويمنيّة، لا بل وصنفت السعودية – التي تطبع مع الصهاينة – الشعب اليمني بأنهم إيرانيون، والعروبة تجسدت في حمم القذائف والصواريخ الفتاكة والمحرمة على رؤوس المدنيين.
حرب مملكة العدوان السعودية على اليمن ضربت الأعراس والمآتم والمستشفيات ودمرت المدارس والبنى والجسور والموانئ والمطارات ومضخات المياه ومحطات الكهرباء والأسواق، وفعلت ما فعلت، هذه حقائق لا تريد السعودية أن يتفوه بها أحد، فالنظام السعودي يريد من البشرية جمعاء أن تتضامن مع متطلبات عروبته الزائفة وتؤيد قصف اليمن وتدميره.
ثمانية أعوام من حرب السعودية سقط فيها ربع مليون إنسان يمني قتلوا وماتوا، قصفا وحصارا وجوعا وأمراضا وأوبئة، بما فعلته السعودية وارتكبته بيديها.
ثمانية أعوام من الحرب السعودية على اليمن دمرت البنى والمدن والمساجد والبيوت والأفراح والصالات وكل سبل الحياة، فهل انتظرت الشرطة السعودية أن تقول لها مروة الصبري أنتم عمرتم بلادنا مثلا، حتى لو كانت النخبة الإعلامية والفنيّة والثقافيّة صامتة إزاء الحرب السعودية على الشعب اليمني، فلن يصمت اليمنيون، هذه حقائق كبرى من الصعب شطبها على آل سعود.
ثمانية أعوام وحرب السعودية على اليمن ما وقفت، وهي حرب بكل الأصناف، إذ يترافق مع القصف والقتل اليومي دعايات إعلامية لا مثيل لها ولا نظير، لكنها لن تغير في حقيقة الأمر شيئا، اسجنوا الأحرار واكتموا الأنفاس واشتروا الأفواه والكلام لن تجدوا غير هذه الحقيقة يا آل سعود.
إذا كانت السعودية اعتقدت أنها قد اشترت الكلام والصمت والأنفاس، وقتلت وجرحت من لم يبع ويشتري، فهي واهمة، الحرب هذه لن تنتهي إلا بما يشاء الله من إنصاف لهذا الشعب وعقاب للقتلة المجرمين، السعودية دمرت اليمن وقتلت اليمنيين وحاصرتهم وجوعتهم، وفعلت من الجرائم ما فعلت، لا تود مملكة آل سعود أن تسمع هذه الكلمة، والله لو صارت الأرض نارا والتراب رمادا لأسمعها ألف مليون إنسان هذه الحقيقة.
الكلمة لها وقعها وأثرها حين تكون في الموقف والزمان والمكان والموضوع الصحيح، وتعبر عن القضية الصحيحة، الكلمة لها وقعها على آل سعود المرتعدين الخائفين المنهزمين بما فعلوا من الجرائم والمذابح بحق الشعب اليمني.
إن كلمة عابرة من امرأة في بوابة بيت الله الحرام أقوى وقعا من ألف مليون طلقة وقذيفة، الكلمة هزت أركان مملكة آل سعود، فأرسلت الشرطة والمخابرات والمباحث لخطفها واقتيادها السجن فزعا من الكلمة، الكلمة موقف والموقف شرف وأشرف موقف وأعظمه «كلمة حق عند سلطان جائر»، فألف تحية لمروة الصبري ولنساء اليمن العظيمات.
ولسجانيها الفجرة والمجرمين نقول ما قاله الشاعر محمود درويش: