لطالما ظل (الصهاينة) على مدى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يعتقدون أن مصير القضية الفلسطينية مرهون بمدى تماسك وثبات الموقف العربي منها، وأنهم إن تمكّنوا من تحييد هذا الموقف أَو إضعافه، فَـإنَّهم بذلك يكونون قد أجهزوا على هذه القضية وقاموا بتصفيتها للأبد!
الأغبياء.. لا يعلمون أن قوة القضية الفلسطينية الحقيقية هي في الداخل الفلسطيني، وأنهم كلما دجنوا المزيد من العرب أَو استمالوهم إلى جانبهم، كلما أعطى ذلك دافعاً قوياً للشعب الفلسطيني للاعتماد أكثر على نفسه وبناء قدراته!
ها هم الفلسطينيون اليوم يهدّدون ويتوعدون ويقصفون ويوجعون هذا الكيان الغاصب كما لم يوجعه أحد من العرب من قبل!
ها هم اليوم يبدون أكثر تماسكاً وتلاحماً وقوة في مواجهة هذا الكيان المحتلّ الغاصب!
ليسوا بحاجةٍ اليوم إلى من يتاجر بقضيتهم أَو يساوم عليها أَو من يتخلى عنها أَو من يتواطأ مع العدوّ ضدها..
نعم هم اليوم، وكلّ يوم، يدفعون من حياتهم ودماءهم الزكية والطاهرة ضريبةً باهظة في سبيل الدفاع عن مقدسات الأُمَّــة، لكنهم ومن ورائهم كُـلّ أحرار الأُمَّــة، قد أثبتوا أنهم قادرون على أن يصلوا بالقضية إلى حَيثُ ينبغي لها أن تصل.
اطمئنوا، لا خوف على فلسطين اليوم، في وجود هذا الشعب العربي الفلسطيني المجاهد الصامد والبطل وكلّ فصائله المقاومِة الباسلة، لا خوف عليها اليوم، فهي برجالها وأبطالها في خيرٍ وعافية حتى وإن رآها العالم كله تنزف، وحدهم العرب من ليسوا بخير..