منذ زمن طويل أصبح لليهود أدواتٌ ووكلاءُ بيننا ووسط صفوفنا يخدمون مصالحَ اليهود وأعداء الأُمَّــة، وهم أكثرُ يهوديةً ممن هم في الكيان الصهيوني، وهم من يتساءل اليوم: أين إيرانُ وحزب اللهُ وأنصارُه في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة؟ مع أن هؤلاء يدركون أكثر من غيرهم أن إيران وحزب الله وأنصار الله متواجدون وأكثر من أي وقت مضى في غزة وفي مواجهة العدوّ الصهيوني، وقدَّموا الدماء والتضحيات وكافة الدعم للشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه ونفسه.
تساؤل هؤلاء الذين يرتدون جلبابَ الإسلام والحسرةَ على أبناء غزةَ ليس بريئاً، بل الغرضُ منه ذَرُّ الرماد في العيون وإيهامُ الناس أن إيران ومحور المقاومة غائبون عن المشهد في فلسطين، وهم من يطالبُ أن تكونَ إيران عربية أكثرَ من العرب، وتواجه كُـلّ العالم المدافع عن الكيان الصهيوني بمن فيهم العرب وتدك تل أبيب التي يحميها العربُ بالصواريخ؛ ليس محبة منهم لفلسطين؛ بل لأَنَّهم يأملون أن يتم إبادة إيران ومسح محور المقاومة من على خريطة العالم إذَا هم أقدموا على ذلك.
لا يدركون أن إيران لا تدير المعركة بعقلية عربية، وتعلم كيف تواجه العقلية اليهودية والعربية المتصهينة، ولو كانت سهلة لما صمدت في مواجهة العالم أربعة عقود من الزمن، وهي اليوم فعلًا قد أصبحت ملكية أكثر من الملك فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية، بل إن إيران ومحور المقاومة أصبحوا أكثر من ذلك وأصبحوا هم خط الدفاع عن الأُمَّــة ودين الله، فيما جعل زعماء العرب دولهم والقوات التابعة لهم جدارَ حماية للكيان الصهيوني وخطَّ الدفاع الأول عنه، ونشاهد اليوم دولاً مثل مصر والأردن والسعوديّة وقد أصبحت جدار دفاع عن الكيان الصهيوني، تتصدى لكل من يحاول الوصول إلى فلسطين المحتلّة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، ونجد مصر والأردن وقد أصبحتا دفاعاً جوياً تتصدى للصواريخ والطائرات المسيَّرة المتجهة نحو الكيان الصهيوني، ونسمع النظام الأُرْدُنيّ وهو يطالب أمريكا بتزويد بلاده بصواريخ أرض جو ليس لحماية الأُرْدُنيّ أَو الشعب الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الشعب الأُرْدُنيّ، بل لحماية الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية من أي هجوم لمحور المقاومة!، بعد أن حوَّل أعداءُ الأُمَّــة وحماةُ الكيان الصهيوني البحرَ المتوسطَ إلى ساحةِ معركة، وأصبح يَعُجُّ بالسفن الحربية من كافة دول العالم بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
حَــقًّا.. ذهبت إيران ومحور المقاومة نحو فلسطين للدفاع عن أبنائها، فيما العرب في مقدمة الصفوف للدفاع عن الكيان الصهيوني.
هذا ما يحدُثُ الآن وَكفى مزايدةً على إيران ومحور المقاومة، وفي الأيّام القادمة سَيظهر فعل محور المقاومة في فلسطين بشكل أكثر وضوحاً ليصبحَ كابوساً جاثماً فوقَ صدورِ الصهيونية العالمية وأدواتها في المنطقة.