لا تنضج الدولة بدون إعلامٍ يعي ماله وما عليه، ولا يتأتّى ذلك إلا بمرجعيّةٍ سياسيّةٍ تؤمن بالعمل الإعلامي كقرينٍ أساسيّ لعمل الدولة، بل هو وجهها وأيقونتها في زحمة التنافس والمغريات .
ومُهمّة الإعلامي أن يقول الحقيقة مهما كانت مُرّة.. ومهمة السياسي المسؤول أن يُترجم ما يقوله الإعلامي لواقع إيجابيّ للمصلحة الجمعيّة.. أو يوقف الخطأ الذي يشير إليه الإعلامي ، طالما وهو يصبّ في مصلحة المجتمع . ولعلّ العلاقة التكاملية بين المسؤول والإعلاميّ لا تتم إلا وفق شفافيّة سَلِسَة، من خلالها يسهل على المجتمع إيصال معالم استحقاقاته.. ويسعى المسؤول إلى توفير تلك المتطلبات دون الحاجة لوسطاء نقمةٍ يُثقلون كاهل الدولة وقبلها يُفسدون المجتمع باستنزاف أوجاعهم وآمالهم. ولهذا تبقى مهمة الإعلامي هي المرآة الحقيقية لواقع الشعب، وبيده تزييف ذلك الواقع أو نقل حقيقته .. وعلى ذلك تُبنى شعوب وتنهار ممالك، وعليه تكبر ذاكرة الأجيال تأريخاً مشرقاً، أو تلاحق لعنة التأريخ تلك المرحلة من تأريخ الزيف حتى لا يُذكر ذاك المجتمع إلا بأسوأ ما فيه .
إذن لا استهانة بعظمة مسؤولية الإعلامي .. لكنّ تلك المسؤولية لن تكتمل له دون إتاحة الفرصة أمامه من المسؤول وتوفير المناخ والمكان والوسائل المناسبة للإعلامي ليقوم بدوره على أكمل وجهٍ دون اللجوء لتصرفاتٍ رعناء قد لا يفقه أبعاد أوجاعها .. لكنها قد تكون القاضية.