استفتاء شعبي جديد وطوفان آخر خرج من ” رحم ” اليوم التاريخي المتجسد في 26 مارس 2016م ، لهزيمة اليوم الأسود لقوى تحالف العدوان بقيادة طغاة العصر السعودية وامريكا في 26 مارس 2015م، جبابرة الماضي ودواعش الحاضر وسفاحي المستقبل .. يوم سجل فيه اليمانيون الشرفاء ملحمة أسطورية وانتصاراً عظيماً على قوى البغي والأنظمة الرجعية وامثالها المتدثرة بتماثيل الحرية الزائفة . ورغم وحشية العدوان الاممي السافر تدفق الملايين من أبناء الشعب اليمني الصامد اليوم السبت الـ 20 من أغسطس 2016م، الى ميدان العزة والكرامة والفداء ” السبعين” مجسدين الوحدة الوطنية وتلاحم نسيجها الاجتماعي بصوت واحد و”راية” واحدة وعلى قلب رجل واحد للحفاظ على ” اليمن ” متوشحين العلم الوطني للجمهورية اليمنية في مشهد مهيب ولحظة تاريخية قل ما نجدها في عالم النضال والتحرر والتضحية والتعبير عن الرأي من أرض الواقع ، وليس من فنادق الرياض وابوظبي ولندن والقاهرة وواشنطن والدوحة وإسطنبول . ولذلك فإن إرادة اليمنيين لا توصف وصمودهم النادر والتفافهم حول قيادتهم الشرعية على ارض الواقع ، جديرة بالاحترام وينظر إليها العالم بإعجاب كبير، مهما كان حجم تضليل امبراطورية الإعلام السعودي والامريكي وكيفما كانت شيطنة وسائلة الصفراء في التلاعب بالمعلومات وفبركته وحجب الحقيقة والتغطية على المآسي والمجازر وشراء وتبني مشاريع وقرارات دولية حولت اليمن إلى سيل من الدماء والدمار وعرضت السلم والأمن الدوليين للخطر في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط .. وبهذا المشهد النادر ” يوثق ” العالم من خلال هذا البركان وتلك المسيرات التي ملأت ميدان السبعين برجال الرجال كالسيل المدرار أنصع صورة ولحظة تاريخية ” حاسمة ” في حياة الشعوب التي تدافع عن سيادتها واستقلالها وامنها واستقرارها مستخلصة العديد من ” الرسائل ” والعبر والدروس المفعمة بالحكمة والقوة والصمود والعزة والامل والطموح والعيش ضمن النسيج الإنساني المؤمن بتعمير الحياة وإحياء الناس وإيقاف آلة الدمار ونزعات الشر والطغيان. ولهذا الهدف النبيل استجاب ملايين اليمنيين لدعوة اللجنة العليا للفعاليات الجماهيرية، ودعوة الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، ورئيس جماعة ” أنصار الله ” السيد عبدالملك الحوثي للمشاركة في مسيرة تحديد ” المصير ” مهطعين من كل محافظات ومدن وقرى اليمن باختلاف مشاربهم السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية لحماية البيت اليمني والدفاع عن الثوابت الوطنية ومباركة مجلس النواب للوفاء بمسؤولياته وتأييد المجلس السياسي الأعلى لإنقاذ البلد من الفوضى والتصدي للعدوان والدعوة للعمل بالدستور والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لسد الفراغ والقذف بحكومة الرياض العميلة إلى مزبلة التاريخ، واستعادة هيبة الدولة وتفعيل وإعادة بناء السلطات الثلاث بعيداً عن المحاصصة وسيطرة المليشيات والتهيئة ليمن جديد مستقل السيادة والقرار، فهل يعي حكام الرياض ورعاة البقر والدولة العجوز وأبناء الشيخ زايد ودراويش مصر والسودان والمرتزقة.. الصمود الأسطوري الذي يؤسس للسلام وليس الاستسلام؟.