* الصباحات الجماهيرية يبلغ صداها أصقاع الروح ، ويزداد شغفنا بها وهي تهتف : تحيا الجمهورية اليمنية. هذا مزاج شعبي صارخ غير قابل للمقايضة أو المساومة ، إنها شجاعة مظلوم يتصدى بمفرده لترسانة حرب ، وخرج يصرخ لمن تبقى من شجعان وأحرار العالم . هذه المرة عليك أيها العالم أن تنصت جيداً : الشرعية الشعبية يتحدث بها هذه الجموع من البشر ، كم شعباً يمكن أن تشاهد فيه هذا الإباء والضيم والتحدي والصمود ، النخوة والحرية نزعة فطرية تسري في عروقهم. استنهض إنسانيتك أيها العالم لبعض الوقت : جرب نسيان ما جمعته من أموال ، وفكر ماذا يعني أن تسلم لإرادة هذه الجموع ، جرب أن تؤمن بحقهم في الحياة والوطن ، استنفذوا كل خيارات السلام ولم يعد بوسعهم أي خيبة أو انكسار قادم ، منذ ليلة أمس يحتشدون ويهتفون بالجمهورية اليمنية ، انعتوهم بما شئتم ..!! لكنكم ستعجزون عن انتزاع إرادتهم وهم يسطرون شرعيتهم على حائط التاريخ والوجود ، ويحرسون أبواب الوطن. إن لم يكن هؤلاء هم كل اليمنيين ، فإنها جموع غفيرة تكفي ليفهم أحرار العالم أنها إرادة شعب وشرعيته الغالبة ، وليت لي بهم أن أسمع آخر طلقة للحرب حتى وإن كانت في جسدي ، لأبقى آخر ضحية يكتبها العالم في الفصل الأخير لهذه الحرب الظالمة ضد هؤلاء الأحرار . لا تنتظروا من هؤلاء أن يمنحوا شرعيتهم لفداحة المجازر التي يسيل جراحها في قلب كل يمني حر ، كيف لشرعية هؤلاء أن توهب لعدوان فاجر صنع بوطنهم وآدميتهم أبشع جرم يندى له جبين البشرية . الشرعية الشعبية تفوح من ها هنا ..!! جموع اليوم التاريخية تهتف بشرعيتها للمجلس السياسي الأعلى الذي تسلم السلطة وإدارة بلدهم وإنقاذه من الضياع ، وتتشبثون بـ”البرلمان” كآخر هيئة شرعية تمثل الدستور والشعب معاً..!! نحن الآن أقوى وأكثر شجاعة لبناء دولتنا رغماً عن أنف الحرب ..!!