النقطة التي ستكون جزء من ذلك البحر البشري الهائج ستكون أنا، بمشيئة الله
Share
بقلم عبدالله مفضل الوزير
لنبدأ من النهاية لنرسم بدايات الحديث بالمختصر المفيد ونسترسل فيما بعد لمن أراد كثر الكلام.
ذلك الحشد المليوني الأول من نوعه على مستوى الجزيرة العربية سيكون غدا في ميدان السبعين، بمشيئة الله تعالى، أما من أين العلم بذلك،؟ فيأتي من حيث أهمية المشاركة وأهمية الفعالية وضخامتها ليست للبهرجة السياسية في مهرجان او الإستقواء على الأخ بل لإنقاذ اليمن وإنقاذ كل اليمنيين بما فيهم من هم محسوبين مؤيدين للعدوان وبما فيهم الصامتين والمحايدين، وكل مواطن تعب من هذا العدوان ومدته وكل مواطن صامد يقول متى نصر الله، وكل شريف يرى بنور الله وتحقق وعده الصادق بنصر المستضعفين العمليون، لذلك أنا كاتب هذا أقول سأكون نقطة في ذلك البحر البشري الهائج.
وبغض النظر عن حجم التظاهرة فالأهم هو إدراك ماهية وأهمية التظاهرة التي ليست بكل تأكيد لمباركة حكم أنصارالله والمؤتمر وإقصاء الآخر بما فيهم مؤيدي العدوان ومباركينه وجنوده، لأن هؤلاء لازال الباب مفتوح لهم للإنضمام الى المجلس السياسي التوافقي كمجلس إنقاذ لليمن لتكون المشاركة والتوافق أساس الحكم وبما يضمن حفظ حقوق كل طرف، لكن أولئك المنافقين رافضين ولو كانوا أيدوا فأسيادهم رافضين وبكل تأكيد سيمنعونهم، لأن من خلال هذا المجلس ليمنيون سيتفقوا وتختفي المشاكل فيما بينهم ويا خراب بيتك يا سعودية.
المجلس السياسي الأعلى تم تشكيله بعد أن تأكدت الأطراف الموقعة عليه أن لا بصيص أمل من المفاوضات التي لم تكن سوى تكتيك من قبل السعودية وأمريكا وقطيعهم في المجتمع الدولي، وبالتالي تم تشكيل هذا المجلس بروح المسئولية من حيث عدم غلق الباب بوجه من تورط بتأييد العدوان وفضحه ان كان يهمه وطن سيتجه للحل الأسلم لليمن وهو الحل التوافقي والا فهو منافق مرتزق ديوث على بلده وعرضه يلهث وراء مصالحه مثل الكلب ولم يعد في اهتمامه أنات الجرحى والثكالى والنساء والاطفال وجوع الشعب نتيجة الحصار والعدوان المستمر الى ما لا نهاية مالم يتم مواجهته.
كان الرهان على الاختلاف فسارع الشرفاء الى توحيد الجهود لمواجهة العدوان الذي يقولون انه من اجل اعادة الشرعية لمرتزقة لا وجود لأي حاضنة شعبية لهم، ولم يكن هذا العنوان الا عذر ساقط لحاجة بنفس سلمان وهي تنصيب ابنه ملكا من بعده ولن يكون كذلك الا اذا اظهر ان المملكة قوية تستطيع ان تفرض ما تريد على أي دولة بالمنطقة وجربوا اليمن، كونها الأضعف كما يرون ولأن الشرعية لا تكون الا من الشعب كان لزاما علينا جميعا رافضي عدوان ومؤيديه ومحايدين أن نخرج جميعا لاسقاط هذه التفاهة السعودية،وهو ما يجب أن يكون الخروج فرض عين لا كفاية، كون الجميع ان لم يكن معني بمواجهة العدوان وبكرامة بلده على الأقل يخرج لدعوة قيادته من الرياض للعودة للمشاركة في هذا المجلس الذي ضمن حقوق الجميع.
أما الشرفاء ممن صمدوا وواجهوا العدوان طوال كل هذه المدة التي لولا صمود وايمان وثبات القلة من أبطال الجيش واللجان الشعبية لما كتب النصر المتحقق لحد الآن، علينا جميعا إدراك أهمية المشاركة والمشاركة بروح مسئولة يسبقها النية الصادقة بأن الخروج ليس للبطر والفخر والتعالي على الاخوة وانما في سبيل الله لاسقاط ذرائع كبار الأشرار وارعابهم وقذف اليأس والخوف في قلوبهم ليكفوا عن عدوانهم، ومعذرة أمام الله الذي أوجب التحرك في كافة المجالات لإتيان الفرج والنصر الكبير الذي سيكون أكبر من كل التضحيات والآلام.
ما لا يمكن إغفاله هم أولئك المحايدين الذين يريدون أن ينتهي العدوان والحرب بغض النظر عن من ينتصر ويغفلون عن الحق وما يجب أن يكون، فما عليهم فهمه أن هذه المعمعة لن تزول الا بتحرككم أنتم بوقوفكم مع الحق وقول الحق، اما السلبية ومحاولة خلق الذرائع فليست الا مجلبة لمزيد من المصائب المصحوبة بكلام عن ان كل مرحلة تأتي أسوأ من سابقتها، أما لماذا فهو لخدمتكم اهل الباطل بسكوتكم مما دفعهم للحديث عن الدفاع عنكم، وما يجب عليكم فعله ليس الوقوف سوى مع وطنكم الذي لن يستقر وتستقر احوالكم الا بوفاق أبنائه وهو الإطار الشامل الذي انطوى تحته المجلس السياسي، ثم إنها حركة بسيطة مجرد خروج بمسيرة لإبداء موقف بدلا من انتظار المجهول مع تمتمات مليئة بلعنات الكل، أليس الحق تشجيع كل طرف يحمل حل معقول وعادل يدعو للتوافق ويفتح الباب امام الآخر؟ اذن ادعموه، فلن يسقط عنكم الواجب هذا فآثاره ستعود بالدنيا والاخرة ومن كذب جرب.
أولئك المغرر بهم ان كان فيهم بقية من عقل عليهم التمعن في الحل الذي سيضمن استقرار البلد واستقرارهم كونهم فيه، والذي لن يكون الا التوافق والقبول بالآخر وهذا ما يرفضه قاداتهم ارضاءا لأسيادهم الذين يتفق الجميع انهم لا يريدون خيرا لليمن واليمنيين، هم يريدون ان يحكم اليمن مجموعة من عملائهم وبشرط ان يكونوا مختلفين بما يضمن ابقاء اليمنيين بين الجوع والقتل لضمان ابقائهم تحت رحمة الاسياد الذين ينهبون الاراضي والخيرات من هذه الارض الطيبة التي تنكر لها بعض ابنائها، فلا تغرنكم امكانات ال سعود ومن خلفهم فالظلم له حدود والحق لابد وان ينتصر، وخروجكم للسبعين ليس تاييد للحوثي وعفاش وانما لاجلكم ولدعوة قياداتكم للانضمام للمجلس يحكمنا فيه التوافق بهذه المرحل لضمان حقوق الجميع وانهاء القتال.
غير أن الجميع معني بالخروج في تظاهرة مليونية تتعدى حاجز الخمسة مليون لتكون لوحة مشرقة في تاريخ اليمن واليمنيين الذين انتصروا لارادتهم وجسدوا حكمة الايمان يمان والحكمة يمانية، ومهما كبرت خلافاتنا ستنتهي بتظاهرة واحدة تذهل العالم فياتي ساجدا، نعم أهمية هذه التظاهرة أكبر من ذلك فجربوا فلن تخسروا شيئا سوى بضع ساعات اعتبروها ساعات تمر كل يوم ويقتل فيها طفل وامرأة وعامل ومدني آمن وتيتم فيها طفلة وترمل امرأة ويزداد الأيتام والثكالى والجرحى والخسائر المادية والمعنوية وتزداد الأحزان وتسير أنهار من الدموع والدماء، وكل هذا بسبب عدم الوعي الذي أصاب الدكتور قبل المواطن العادي فيما نجا الكثير والى مستوى معين فلماذا نهرب من الوعي الذي ندركه مستساغا ومتناسبا مع الحق والفطرة السليمة.