لا يخفى على أحد الكائدين و المتكالبين و المتربصين بنا و ببلدنا الحبيب من الداخل والخارج و كلٌ قد أعدَّ عُدته و سعى سعيه لكي يرانا أذلاء صاغرين و يرى بلدنا محتلة من عدة دول.. لكننا كيمنيين نرضى بالموت و نقبل بالجوع و لا نقدر أن نعيش للحظة واحدة أذلاء بدون كرامة.. لا نرضى أن نعيش عيش الهوان و الصغار على أرضنا.. ها نحن بعون الله و فضله و بطولات الرجال و تضحياتهم قد صمدنا صموداً اسطورياً أمام تحالف عالمي لإخضاعنا و اركاعنا بكل ما يمتلك من إمكانيات و مُقدرات و أمام تواطأ و صمت أممي ينتظر أن يرانا قد كُسِّرنا لكي ينطق بعدها بأن يرسل قواته المحتلة إلى جانب أخواتها لكي يحفظ السلام، هذا ما ينتظرونه أن يكون لهم نصيب و هذه الحالة الوحيدة التي سيتحركون فيها.. إن ما أحب قوله هو أن نكون على مستوى المسئولية الحقيقية تجاه الوطن الذي هو أغلى من أرواحنا و أنفسنا و التفريط فيه محال.. تجاه دماء النساء والأطفال.. و تجاه تضحيات رجال الرجال.. يقول تعالى : ” و الفتنةُ أشدُّ من القتل” إن العدو الذي لم يقدر أن يركعنا رغم الدماء و الحصار.. رغم القتل و الدمار.. و بعد كل ما قدمنا من تضحيات و صمود، قد نتسبب في ضرب أنفسنا بأنفسنا دون أن نشعر و ذلك إذا فتحنا المجال للمناكفات السياسية و الخلافات و التي بدورها تفتح المجال لإعلام عملاء العدوان بل و لأبواق العدوان و كلامهم لأن ينتقل و ينتشر بيننا بسهولة.. إن مجرد نقلك لكلام عدوك يعني أنه أثر فيك و تريده أن يُأثِّر في غيرك.. قد تتعامل مع الأمر بتساهل و دون وعي لتكتشف في النهاية أنها كارثة حقيقية أدّت إلى شقِّ الصف أو ضعفه، و ينتهي الأمر إلى التنازع و الفشل لا قدر الله.. جميعنا نعرف أنه من بداية العدوان انطلق الأحرار و الشرفاء من رجال الرجال من أبناء الجيش و اللجان الشعبية كتفا إلى كتف و جنباً إلى جنب كأنهم بنيان مرصوص في الدفاع عن حياض الوطن و أبناءه بمختلف انتماءاتهم يسارعون إلى الشهادة لنحيا بكرامة و عزة.. يتقاسمون حرارة الشمس و برد الشتاء و يتسابقون إلى التضحية و العطاء..
يتشاركون الجراح و المعاناة بكل حب و بكل صمت دون أن يسمع صدى تضحياتهم أحد.. لكن غيرهم قد ملأوا الدنيا ضجيجاً و هم يتقاسمون ثلة مهام و مناصب أوكلها لهم الشعب بعد أن أعطاهم البيعة و الثقة علناً أمام العالم.. إن المجاهدين في كل الجبهات ينتمون إلى و يمثلون جميع الأحرار و الشرفاء من أبناء هذا الشعب العزيز المظلوم.. لو كانوا مختلفين لكانت قد دُخِلت علينا من أقطارها منذ زمن..! ألا فاخجلوا منهم و من تضحياتهم و سارعوا في وضع الحلول و إيجاد المخارج.. إن كان هناك تعظيم و تمجيد بعد الله فهو لرجال الرجال الذين لا نقدر أن نجازيهم من حقهم شيئاً المضحون براحتهم و أرواحهم لأجلنا و لأجل مستقبل بلدنا.
أما غيرهم فكلنا جنود مجندة لأجل الوطن و كلاً يقوم بدوره و سعيه كان مشكوراً و سيذكره التاريخ له.. كل ما نرجوه في هذه المرحلة الحرجة و الخطيرة أن يكون الولاء لله ثم للوطن و ألا يكون لشخص و لا لحزب و لا لأي فئة .. والله من وراء القصد،،