في تاريخ 1 ديسمبر 2015 م أستهدف طيران داعش الكبری منزل الصديق / عمار فارس بمران بمحافظة صعدة وأستشهد 7 من أفراد أسرته بينهم زوجته وأطفاله ….. أستشهد ابنه عبدالملك الذي لم يتعدی عمره ال 7 أيام أتذكر فرحة الصديق عمار بمولوده الجديد وكيف هم بتجهيز ملابس وهدية له ولأمه وكم كان شوقه لرؤية ضيفه الجديد
أتذكر كيف تلقی خبر قصف منزله ومغادرته لمقيلنا وهو في حالة انزعاج وذهول وقلق وهو لا يعرف ما مصير أسرته…. ولكن الأهم في كل هذه الذكريات الأليمة …. معنوياته العالية وثقته بالله سبحانه وتعالى بأن الله سيقتص من القتلة… أتذكر ثاني يوم أو ثالث يوم علی مرور الكارثة إني تواصلت معه هاتفيا وكنت حينها منهار الأعصاب وفاقد الشعور من هول الجريمة، إلا أن صوته ومعنوياته العالية قضت علی كل ما كنت أعاني منه وتحول موقفه لدافع كبير صنع لي معنويات عالية وثقه بأن هذه الدماء وأشلاء الأطفال الأبرياء ستصنع نصرا وستستعيد الكرامة اليمنية وتقتص من القتلة….
كانت لحظة بسيطة لهذه الأسرة التي قضي عليها بعد أن غادرت كهفها الذي يحميها ويأويها من شر داعش في تلك اللحظة التي توجهت الأم وبعض أطفالها وأطفال مقربين للأخ عمار للمنزل لأخذ بعض الملابس والمتطلبات الخاصة بهم، في تلك اللحظة أتت طائرات داعش لتفرغ حمم نيرانها وحقدها علی هذه الأسرة البسيطة والمتواضعة وتحول كل من كان داخل المنزل لقطع متناثرة وأشلاء مختلطة بالتراب والأحجار…
وهنا أذكر لكم معجزة حصلت في هذه المجزرة …. أثناء ما كان الأهالي يبحثون عن الضحايا تحت الأنقاض كانت بنت صغيرة لا يتعدی عمرها العاشرة تحتضن طفله أصغر منها تحت الأنقاض وعند سماعها أصوات المسعفين صاحت بأعلى صوتها لإنقاذها وعند تمكن المسعفين من الوصول إليها كانت الطفلة الصغيرة التي بحضنها قد فارقت الحياة بينما هذه الطفلة المعجزة تخرج سليمة متعافية تشاهد كل أفراد أسرتها أشلاء وجثث متناثرة وطفلة بحضنها جثة هامدة بلا نفس قد فارقت الحياة وهي تحتمي بحضنها…. كم جرائم لآل سعود نستطيع أن نكتب عنهن ….!! هذه واحده فقط من آلاف المجازر والجرائم قد أصبحت محفورة في ذاكرة الملايين وليس من السهل التنصل أو التفريط بدم واحد من هؤلاء الأطفال أو نسيان موقف مؤلم كموقف هذا الأب الذي فقد كل أفراد أسرته أو هذه الطفلة التي حاولت الحفاظ علی الطفلة التي تصغرها سنا لتجدها جثة هامدة وهي معها تحت الأنقاض….!