أكثر الكذابين مصداقية هو الذي كتب أن قوات العدوان تقدمت في نهم و حاصرت صنعاء و بدأت بعملية إنزال جوي للمدرعات فوق جبل نقم ..
أما لماذا كان أصدقهم فلأنه ركب صورة مناسبة لجميع الكذبات التي تطلقها كل مصادر الأخبار التابعة للعدوان و المواقع الموثوقة عنده
ليس من المنطق بعد قرابة احد عشر شهر من المعارك في نهم ” التي يلتهمون بها مساحة جغرافية واسعة و صعبة و يمنحونها بعدا استراتيجيا بعبارة على مشارف صنعاء ” أن يفيقوا بكل ترسانتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية على حقيقة أن كل خسائرهم و فشلهم كان يستنزف و طول هذه المدة على بعد مئات الجبال و التباب من صنعاء و في حدود تبتين و جبلين وواديين لصيقين بمحافظة مأرب ..
أسماء عشرات المناطق في نهم بتنا نسمع بها ويتكرر يوميا ذكر الكثير منها وأحيانا تضاف أخرى في أخبار غارات العدوان و زحوفاته، توحي لمتلقيها و كأن نهم هي القارة السابعة في العالم و هي بهذا من الطبيعي أن تلتهم آلاف المرتزقة وعشرات آلاف الغارات ومليارات الدولارات السعودية ،، واليوم و بعد عشرة أشهر تقول قناة العربية نقلا عن ” أشاوس حرب الجرب والتباب ” إنهم باتوا على بعد خمسة كيلو مترات من نقيل ” بن غيلان ” فيما تجمعات جنودهم تحصد بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون فقط أسفل فرضة نهم، أي عند نقطة الصفر في معركة نهم.
أحد أشد المتعصبين للمرتزقة و المصدقين لهم و في لحظة ضيق من أسطوانة ” مشارف صنعاء ” و فبركات إعلام العدوان و فضائحه قال ” لن تصل المقاومة و الشرعية إلى صنعاء إلا بعد أن نكون قد حفظنا ملازم الحوثي ” و هذا تعبير عن قناعته رغم مكابرته بأن طموحات العدوان بصنعاء هي أشبه ما تكون ب ” عشم سلمان بالجنة ” ..
هذا المشهد النهمي يعرف من خلاله العارفون في العلوم العسكرية أن من أبرز و أدق دلالاته أن الخسائر الفادحة و المهولة لمرتزقة العدوان و التحالف السعودي في مناطق نهم ليست في الواقع إلا خمسة % من خسائرهم في حال تمكنوا من عبور نهم باتجاه ما بعدها، أي أن خسائرهم كلها في نهم تم تكبدها للتقدم نحو دفع الخسائر الأكبر، و يعلمون أيضا أن معركة نهم ما هي بالنسبة للجيش و اللجان الشعبية سوى خط دفاع متقدم في معركة النفس الطويل جدا الدفاعية، و لهم أن ينظروا إلى ما حققوه في مأرب و الجوف وهل أنجز لهم تقدما استراتيجيا على المستويين العسكري و السياسي أم ضاعف من خسائرهم و أمكن من استنزافهم و قتلهم بعد جلبهم من الصحراء المفتوحة إلى الجبال والأماكن التي يجيد فيها الجيش واللجان الشعبية التموضع ونصب الكمائن وشن الهجمات والضربات الصاروخية على مواقعهم وتدمير معداتهم و معنوياتهم ..
نهم هي معركة الفر والكر في جبال وتضاريس وعره تم جلب المرتزقة إليها لتكون المعركة في متناول الجيش واللجان الشعبية ، حيث لا تكون طائرات العدوان بكامل فاعليتها في استهداف المقاتلين في الجبال التي يمكن التحصن والتمترس و التخفي بين تجاويفها و تحت صخورها الصلبة ، وأيضا لن يكون بمقدور المرتزقة التحرك بآلياتهم و مدرعاتهم و سيكون عليهم المغامرة بالسير على الأقدام وخوض المعارك بالأسلحة التقليدية و تسلق الجبال و سيكون من الصعب توفير وسائل الإمداد والتموين لهم بسهولة كما في غيرها من الأماكن المنبسطة أو التي تتوفر فيها طرق لنقلها، ما يجعل من المعركة نظريا متكافئة من حيث الأدوات و المجهود مع مراعاة فارق التسليح ودعم الطيران للمرتزقة و الذين اضطروا لاستخدام طائرات الأباتشي والقنابل العنقودية لخلق الفارق عسكريا، والذي لم يجدِ نفعا أو يقدم أي جديد ،،
فما يتحقق للمرتزقة مع كثافة النيران وكثرة المقاتلين والدعم الجوي في أول الزحف يتهاوى و يسقط و ينتهي بمجرد غياب القصف الجوي و انحسار حدته و عودة عوامل القوة للاتزان و انطلاق رجال الله في الرد عليه بعنف و مهارة و دراية بالمكان و سابق استعداد و تخطيط للمعركة، فما أن يتقدم المرتزقة أسفل تبة أو جوارها في الصباح حتى يعودوا ليلا ليخسروها و يخسروا أعدادا كبيرة في صفوفهم بين قتلى وجرحى وفي مقدمتهم قيادات ألويتهم و كتائبهم و عشرات قليلي الخبرة و التدريب من مقاتليهم من فئة الدفع المسبق وعمال اليومية مع العدوان ..
نهم أيها المرتزقة الأغبياء أمامكم فيها رجال تنتظركم بشوق و حماسة و صدق و صبر، وخلفكم تنشر طائرات العدوان قنابل عنقودية لتعيق فراركم ، و من خلف كل هذا قياداتكم التي تخشى أن تعودوا سالمين و تفروا من أرض معركتهم الخاصة محملين بخيبات فشلهم و خسارتهم لصفقة مقاولة ابرموها مع المشغل السعودي ، كانت دماؤكم و رؤوسكم بضاعتها و ثمنها الوحيد، في حرب صورية يزجون بكم في آتونها من أجل المال، يخوضونها و هم يعلمون أنها خاسرة و من دون أفق، لكن الخسارة فيها لا تعنيهم ، لأن القتلى هم أنتم، و المال تدفعه السعودية،، و لا بأس في الإكثار من هذه الصفقات التي لا رحمة فيها بكم و لا عليكم